ستكون ملاعب بطولة ويمبلدون الإنكليزية لكرة المضرب، ثالث بطولات الغراند سلام، محط الأنظار، بدءاً من اليوم (الإثنين)، إذ ستشهد حضوراً قوياً للمصنفين الأوائل، بحثا عن اللقب، وخصوصاً السويسري روجيه فيدرر المتوج سبع مرات. صنف فيدرر ثالثاً في البطولة خلف الصربي نوفاك ديوكوفيتش الأول والبريطاني اندي موراي الثاني، وأمام الإسبانيين دافيد فيرر الرابع ورافايل نادال الخامس. ويعتبر المصنفون الأربعة الأوائل الأوفر حظاً للمنافسة على اللقب، استناداً إلى النتائج في الآونة الأخيرة. فيدرر يبحث عن لقب ثامن في ويمبلدون، لكي ينفرد برقم قياسي يتقاسمه حالياً مع الأميركي المعتزل بيت سامبراس. والفارق أن فيدرر يسعى إلى تحقيق هذا الإنجاز، وهو يقترب من ال32 في آب (أغسطس) المقبل، في حين أن سامبراس أحرز لقبه السابع والأخير، وهو في ال28. كما أن فيدرر يريد بسرعة معادلة رقم نادال الذي بات أول لاعب في التاريخ، يحرز لقب إحدى بطولات الغراند سلام ثماني مرات، حين توج قبل أيام بطلاً في رولان غاروس الفرنسية على حساب مواطنه فيرر، بعد أن تخطى فيدرر بالذات في ربع النهائي. لكن السويسري ما يزال منفرداً بالرقم القياسي، لعدد الألقاب في البطولات الكبرى «17 لقباً» في مقابل 12 لنادال. وأوقعت قرعة البطولة الإنكليزية فيدرر ونادال في جهة واحدة من الجدول، ومن المحتمل بالتالي أن يلتقيا مجدداً في الدور ربع النهائي، كما حصل في فرنسا. وسبق لفيدرر أن تفوق على نادال في نهائي هذه البطولة عامي 2006 و2007، قبل أن يثأر الأخير من غريمه السويسري بإحرازه اللقب للمرة الأولى عام 2008. ويحاول فيدرر الصمود أمام تألق نادال وديوكوفيتش وموراي، خصوصاً إنه تقدم في السنّ، وهو يقدم عادة أفضل عروضه على الملاعب العشبية في ويمبلدون، وخاض نهائياً رائعاً العام الماضي، قبل أن يتغلب على موراي. وثأر موراي من فيدرر على الملاعب ذاتها بعد نحو شهر، وذلك في نهائي دورة الألعاب الأولمبية 2012. ويحتفل فيدرر في هذه البطولة بالذكرى ال10، لإحراز لقبه الأول فيه، وعلّق على ذلك قائلاً: «قبل 10 أعوام، شاركت في ويمبلدون تحت ضغط كبير، وخرجت من الدور الأول في العام السابق». وأضاف: «الآن وبعد 10 أعوام، أعرف تماماً ما هو المطلوب، لتقديم أداء جيد». لكن السؤال الذي يطرح نفسه حالياً هو من يوقف نادال؟ لأنه فاز بكل شيء تقريباً منذ عودته إلى الملاعب في شباط (فبراير) الماضي، بعد أن غاب نحو سبعة أشهر عن الملاعب، بسبب إصابته. وغاب نادال بالتحديد منذ خسارته في الدور الثاني لبطولة ويبملدون الماضية أمام البولندي لوكاس روسول. وكان الإسباني تخطى ببراعة وبقرابة أربع ساعات ديوكوفيتش في نصف نهائي البطولة الفرنسية. وقلل نادال من فرص إحرازه اللقب الثالث في إنكلترا بعد 2008 و2010، كما أنه لم يشارك في أية دورة على الملاعب العشبية بعد فوزه في رولان غاروس. وقال الإسباني: «أخوض البطولة من دون أن أتدرب على الملاعب العشبية». من جهته، يريد الصربي المستقر في صدارة التصنيف منذ فترة إحراز اللقب في ويمبلدون للمرة الثانية بعد عام 2011، حين تغلب على نادال في النهائي. وأسعفت القرعة الصربي، إذ جنبته مواجهة موراي في نصف النهائي، إذ جاء في القسم الثاني من الجدول مع فيدرر ونادال، وهناك احتمال أن يتواجه في ربع النهائي مع التشيخي توماس برديتش. وبدوره، يسعى موراي هذه المرة إلى إحراز اللقب بعد أن اقترب كثيراً في العام الماضي ببلوغه النهائي، وما زال يأمل بأن يكون أول بريطاني يحرز اللقب في ويمبلدون منذ فريد بري عام 1936. وذاق البريطاني طعم الفوز في إحدى بطولات الغراند سلام، حين توج بطلاً لفلاشينغ ميدوز الأميركية العام الماضي. وغاب موراي عن بطولة رولان غاروس الأخيرة، بسبب آلام في الظهر. ومن أبرز المشاركين الآخرين الإسباني دافيد فيرر والأرجنتيني خوان مارتن دل بوترو والفرنسي جو ويلفريد تسونغا والألماني طومي هاس والسويسري ستانيسلاف فافرينكا. ويبدأ ديوكوفيتش مشواره في الدور الأول بمواجهة الألماني فلوريان ماير، بينما يلتقي موراي مع الألماني الآخر بنيامين بيكر، وفيدرر مع الروماني فيكتور هانيسكو، ونادال مع البلجيكي ستيف دارسيس.