عشرات البشر، بل ربما مئات يحيطون بمبنى الجوازات، يأخذون أماكنهم استعداداً للانطلاق الذي قد يؤهلهم للفوز بأحد الأرقام اليومية، فيما يتم خوض التمارين قبل ساعات من الانطلاق. هكذا تبدو الصورة أمام مداخل إدارة الوافدين في المديرية العامة للجوازات، سباق ماراثوني من نوع مختلف، حيث حشود من الوافدين المخالفين، وجمع ممن يؤدون مهمة التعقيب وفقاً لحصولهم على وكالة تتيح لهم ذلك. وحضروا باكراً إلى المبنى وناموا في مركباتهم التي ملأت المواقف الخارجية، أو على الأرصفة متوسدين أيديهم، للاستيقاظ قبيل مطلع الفجر. «طابور» يتأرجح بين الالتزام به ومخالفته، وتنظيم عسكري خجول، كل ذلك أسهم في حضور حال من التدافع بين المنتظرين الذين فارقوا غرف نومهم موقتاً، جميعهم يضعون هدفاً واحداً نصب أعينهم، يتمثّل في إنهاء إجراءات الإقامة النظامية قبل انتهاء المهلة المحددة، فما من مشكلة حينما يُصاب أحدهم في يده أو في قدمه، أو يتعرّض إلى صعوبة في التنفس، المهم أن يُكمل ما عليه إكماله. عزيز العنزي مثل غيره ممن يعملون على إنهاء إجراءات بعض المراجعين، في مقابل مادي محدد، يعتبر أن الجوازات لم تُحسن تنظيم المراجعين خلال فترة المهلة المحددة بثلاثة أشهر. يقول العنزي ل«الحياة»: «ابتداء من الساعة ال12 أو الواحدة صباحاً يبدأ الإقبال على مقر الجوازات، إذ ينتظر القادمون نحو خمس ساعات للحصول على الأرقام المتاحة في كل يوم، تمهيداً للعمل على إجراءاتهم وتصحيح أوضاعهم المخالفة، فمع بدء فتح المجال للحصول على الأرقام تكون الغلبة للأنشط حينها، إذ يبدأ التدافع بين الكثير من الموجودين، ما يؤدي أحياناً إلى إصابات أو تلاسن قد يمتد إلى شجار بالأيدي، فالالتزام بالطابور لا يحدث من الجميع، والتنظيم الأمني ضعيف من الجوازات، وفي كل الأحوال نحن ندرك أنه من الصعب إنهاء إجراءات العدد الكبير الذي يوجد يومياً، لكن في المقابل نرى أن بالإمكان العمل على تنظيم مناسب يحدّ من حال الفوضى». ولا يُخفي العنزي تعرّض البعض إلى الرشاوى بهدف التقدّم وإنهاء ما لديهم قبل من أتوا باكراً والتزموا بالطابور، الأمر الذي يتسبّب في حدوث بعض النزاعات، مشيراً إلى أن الوضع في السابق كان مقبولاً، مضيفاً: «ننتظر انتهاء مهلة تصحيح الأوضاع لتعود الأمور كما كانت».