أعلنت حركة «طالبان» امس، انها حصلت على موافقة حكومة قطر على استخدام رايتها ويافتطها التي تحمل اسم «امارة افغانستان الاسلامية» عند افتتاح مكتبها في الدوحة، في مؤشر الى عدم استعدادها للتراجع عن تلك الخطوة التي شكلت نقطة خلاف في محادثات السلام الأفغانية. ورفض محمد نعيم الناطق باسم «طالبان» في الدوحة تصريحات وزير الخارجية الأميركي جون كيري الذي قال إن الحركة وقعت اتفاقاً مع الولاياتالمتحدة في ما يتعلق باستخدام المكتب. وقال نعيم في بيان: «لم يتم توقيع اتفاق من هذا النوع. لا وجود لهذا الاتفاق على رغم أنه تم تبادل الوثائق بين الإمارة الإسلامية والحكومة القطرية في ما يتصل بظروف المكتب». وأضاف ان «رفع الراية واستخدام اسم الإمارة الإسلامية تما بموافقة الحكومة القطرية». ونفى ناطق آخر باسم «طالبان» هو ذبيح الله مجاهد ان يكون أي من مسؤولي الحركة صرح لصحيفة «نيويورك تايمز» بأن «طالبان» ستعمد الى الغاء المحادثات المقررة مع الاميركيين، بسبب الخلاف على تسمية مكتبها باسم «إمارة افغانستان الإسلامية» الذي يرمز الى نظام الحركة الذي حكم افغانستان بين عامي 1996 و2001 وايضاً الخلاف على رفع راية «طالبان» البيضاء التي رأى فيها العديد من الافغان تذكيراً ب «فظاعات» ارتكبها مقاتلو الحركة خلال تلك الفترة. وكان فتح المكتب في قطر شكل خطوة اولى نحو اتفاق سلام مع اقتراب انتهاء مهمة قوات حلف شمال الاطلسي العام المقبل، لكن الحكومة الافغانية اتهمت الحركة بأنها تطرح نفسها كحكومة في المنفى. وقال الناطق باسم «طالبان» ذبيح الله مجاهد ان «مسؤول طالبان» المجهول الذي تحدث الى «نيويورك تايمز» لا يمثل موقف الحركة. وأضاف في بيان ان «لطالبان متحدثين باسمها يزودون الاعلام بمعلومات». وتابع: «اي شخص يعطي معلومات عدا عن هؤلاء المتحدثين فلن تكون (معلومات) من الامارة الاسلامية». وأوضح ان «العدو لطالما كان يصدر بيانات تصب في مصلحته تستند الى (متحدثين مجهولين باسم طالبان) والمثال على ذلك المقابلة التي نشرتها نيويورك تايمز». وحذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري خلال زيارة لقطر السبت من ان واشنطن ستطلب من «طالبان» إغلاق المكتب في حال لم تلتزم الحركة بتعهداتها لإرساء السلام. وقال كيري للصحافيين في الدوحة: «نأمل في ان يكون ذلك خطوة مهمة للمصالحة اذا أمكن. لكننا نعلم ان ذلك قد لا يكون ممكناً ايضاً». وأضاف اذا لم تبدد «طالبان» المخاوف «فعلينا درس امكانية اغلاق المكتب». ودعم الرئيس باراك اوباما الحوار مع «طالبان» في حين تستعد الولاياتالمتحدة لسحب 68 الف جندي من افغانستان العام المقبل وتنهي بذلك اطول حرب اميركية تتعرض لانتقادات متزايدة في البلاد. في غضون ذلك، قتل 38 مسلحاً من «طالبان» بعمليات مشتركة نفذتها القوات الأمنية الأفغانية، وقوة «ايساف» الدولية خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة في مناطق مختلفة من البلاد. وأعلنت وزارة الداخلية الأفغانية في بيان اسم، ان قواتها نفّذت مع «إيساف» عمليات مشتركة بمناطق مختلفة من البلاد، وقتلت 38 مسلحاً من «طالبان»، وجرحت 4، واعتقلت 6 آخرين. وأضاف البيان أن هذه العمليات نُفّذت في ولايات ننغرهار، وبروان، وقندهار، وزابول، وأوروزجان، وميدان وارداك، ولوغار، وغزني، وهلمند. وضبطت خلال العمليات كمية من الأسلحة. في كانبيرا، اعلن وزير الدفاع الاسترالي ديفيد هيرلي مقتل جندي من القوات الخاصة الاسترالية خلال هجوم مسلح شنه متمردون في افغانستان، ليرتفع بذلك الى اربعين عدد العسكريين الاستراليين الذين قتلوا في هذا البلد منذ بدء النزاع في 2001. وقال وزير الدفاع الاسترالي ان الجندي قتل السبت برصاص سلاح ناري خفيف خلال عملية ضد شبكة للمتمردين. وأوضح ان جنديين آخرين جرحا في حادث السبت ايضاً، احدهما من عناصر القوات الخاصة وإصابته حرجة والثاني في القوات الجوية. وأضاف الوزير الاسترالي للصحافيين في كانبيرا ان «افراد الدورية التي كان فيها قدموا له اسعافات اولية فورية. لكن على رغم جهودهم لم يتمكنوا من انقاذ زميلهم». والجندي الذي قتل ولم تكشف هويته، كان يخدم للمرة الخامسة في افغانستان وقام بمهمات في العراق وتيمور الشرقية. وقال هيرلي انه «كان مثالاً يقتدى به، ولم يكن يسعده اكثر من وضع يتطلب تحركاً حاسماً وشجاعة». وتابع ان «الجنديين الآخرين اللذين جرحا في الهجوم يعالجان في افغانستان»، موضحان ان الجندي المصاب تمكن من الاتصال بأسرته.