اختتم ملتقى سين الثاني 2013 فعالياته مساء الجمعة الماضي، بأمسية ثقافية منوعة شملت الشعر والقصة والرواية، شارك فيها كل من هناء حجازي وطاهر الزهراني ونجلاء الرسول، إضافة إلى المعرض التشكيلي للفنان مهدي عبده والفنانة غادة الحسن، وبمشاركة موسيقية للفنانين حسن حمدان وسعد أبو سمرة وهشام عبدالدائم وعادل النور وعيسى الجهني وقدمها الموهوبَين عبدالله العقيبي وبجاد الشريف. ويأتي الشعور بمسؤولية الثقافة تجاه الفنون والآداب في دواخل القائمين على ملتقى سين الثاني 2013، من خلال الرغبة الجامحة في النهوض بالمنجز المعرفي والفني، وإقامة العديد من الفعاليات والمناشط التي تجذب الجماهير وتحفز على الإبداع. وكان الملتقى الذي انطلق مساء الأربعاء الماضي على شاطئ البحر الأحمر في جمعية الثقافة والفنون في جدة، حريصاً على الخروج بالوجه الأمثل لفعالياته، وتقديم العديد من الأصوات الأدبية الشابة، وتعريف الآخرين بما يمتلكه هؤلاء المبدعون من قدرات ومواهب ظهرت نتائجها في أعمالهم المختلفة واستمتع الحضور بها طوال أيام الملتقى الثلاثة. وشهد الملتقى في يومه الأول تكريماً لافتاً للشاعر والناقد عبدالله السفر بعد غياب عن مدينة جدة تجاوز ال20 عاماً، صافح فيه المثقفين والأدباء الذين اكتظت بها ردهات الجمعية بجملة من نصوصه الجديدة، وقدم بعض الحضور شهادات حول تجربة السفر ودورها في الحراك الثقافي المحلي، كما وقع السفر خلالها عدداً من كتبه وإصداراته المتعددة. وفي اليوم الثاني من فعاليات الملتقى شهدت الأمسية الثقافية التي شارك فيها عدد من الأصوات الجديدة مثل محمد الضبع ومحمد الحميد وخالد الغامدي، حضور الشعر والقصة برؤى مغايرة تحمل فكراً جديداً وتنبئ بمستقبل باهر لدى الكتاب الجدد. وفي فعالية الغيمة التي قدمها الشاعر محمد خضر على هامش الملتقى والمخصصة لمناقشة القضايا الثقافية وقراءة بعض النصوص الإبداعية، شارك عدد كبير من الحضور من الأدباء والمثقفين في الشعر والقصة والتشكيل والموسيقى متبنين حوار الفنون وعلاقاتها المتبادلة والسعي إلى حضورها جنباً إلى جنب في الملتقيات الثقافية السعودية. وأكد المشرف على الملتقى الشاعر والفنان عيد الخميسي «أن الملتقى حاول في هذا العام تقديم نماذج وأصوات إبداعية جديدة تهتم بفنون وآداب متنوعة، وحرصنا في هذه الدورة على تكثيف حضور الفن النوعي الذي يحمل تجارب متباينة ومتعددة، وفتح مساحة أوسع لمشاركة الحضور والتفاعل مع الكتاب والمبدعين، إضافة إلى قراءات شعرية وقصصية لنخبة من أبرز الأسماء في الكتابة الجديدة بالسعودية، والتي تمثل أجيالاً متنوعة ابتداء بالثمانينات الميلادية وانتهاء بجيل ما بعد الألفية، كما أتحنا الفرصة لعرض كتب المشاركين وحفلات للتوقيع، وإقامة معرض تشكيلي للفنان مهدي عبده والفنانة غادة الحسن طوال أيام الملتقى الثلاثة». من جهته، أكد مدير الجمعية الروائي عبدالله التعزي «أهمية الملتقى وحرص الجمعية على إضافة المزيد من الفعاليات الثقافية والمميزة، واستقطاب أكبر عدد ممكن من المثقفين والأدباء وزوار مدينة جدة»، مشيداً بجهود «مشرف الملتقى الشاعر عيد الخميسي في المتابعة والاستعداد الأمثل للخروج بالملتقى من إطار التقليد إلى التجديد، وإتاحة الفرصة لمشاركة الحضور والتفاعل مع فعاليات الملتقى». وفي نهاية الملتقى كرّم التعزي المشاركين والمنظمين، داعياً إلى تنظيمه في العام القادم وإشراك العديد من المبدعين الشباب والتعريف بمنجزاتهم الجديدة من مختلف المدن السعودية. يذكر أن الملتقى حقق نجاحاً لافتاً في دورته الأولى الصيف الماضي، وقدم العديد من الفعاليات الثقافية والأدبية المتنوعة بمشاركة مجموعة من المثقفين والمثقفات، وأشرفت على تنظيمه مجلة «سين» الإلكترونية، واستضافته جمعية الثقافة والفنون في جدة، وشهد حضوراً كبيراً من مختلف شرائح المجتمع.