اعتقلت الشرطة التركية 18 ناشطاً من حزب المضطهدين الاشتراكي شاركوا في التظاهرات المناهضة للحكومة التي هزت البلاد الأسابيع الثلاثة الأخيرة، وقررت ملاحقتهم بتهمة «الانتماء الى منظمة ارهابية» و «تدمير ممتلكات عامة»، وتهم اخرى يعاقب عليها القانون بالسجن سنوات. ورفع ذلك الى 24 اجمالي عدد المعتقلين، منذ ان تدخلت الشرطة السبت الماضي لإخلاء حديقة «غازي بارك»، آخر معقل للمتظاهرين الذين طالبوا باستقالة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان. وتتوقع جمعية المحامين ارتفاع هذا العدد. وكانت الشرطة اعتقلت عشرات من عناصر هذا الحزب خلال حملات دهم لمنازلهم ومكاتب صحيفة «اتيليم» ووكالة انباء «اتكين» القريبتين من الحزب في اسطنبول، كما نفذت اعتقالات اخرى في انقرة. وأعلن وزير الداخلية معمر غولر ان عمليات الدهم ادت الى اعتقال 62 شخصاً في اسطنبول و23 في انقرة، مشيراً الى ان العمليات أعدّت منذ سنة. الى ذلك، استدعت وزارة الخارجية الألمانية السفير التركي لديها لابلاغه موقف برلين من انتقادات شديدة وجهتها انقرة الى المستشارة الالمانية انغيلا مركل حول مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي. وقال الناطق باسم الوزارة اندرياس بيشكي، رداً على تحذير وزير الشؤون الاوروبية التركي ايغمان باغيس المستشارة من اي محاولة لجعل انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي احد مواضيع السياسة الداخلية الالمانية: «تثير التصريحات تساؤلات كبيرة، والامور لن تسير جيداً على هذا النحو». وتابع: «سنوضح موقفنا للسفير التركي، من دون ان يكشف من سيلتقي السفير في ظل زيارة وزير الخارجية غيدو فسترفيليه العاصمة الأوكرانية كييف. ونفى الناطق اي علاقة بين قمع التظاهرات في تركيا، والذي نددت به مركل، والمحادثات مع الاتحاد الاوروبي، وقال: «لا رابط مباشر، لكن في الحياة كل شيء يرتبط بالآخر». وكان الوزير التركي ابلغ صحافيين اول من امس انه «إذا كانت مركل تبحث عن مادة للسياسة الداخلية قبل الانتخابات البرلمانية في بلدها (المقررة في 22 ايلول – سبتمبر)، لا يجب ان تكون تركيا». وأضاف الوزير التركي: «يجب ان تعلم مركل ان الذين يركزون اهتمامهم على تركيا يحصدون نتائج سيئة. انظروا ما حصل مع نيكولا ساركوزي»، مذكراً بهزيمة الرئيس الفرنسي السابق المعارض بشدة لإنضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، في الانتخابات الرئاسية العام الماضي. وطالما شككت مركل في نتيجة مفاوضات انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي، لكنها أيدت فتح فصل جديد من المفاوضات. اطلاق نار على مروحية على صعيد آخر، تعرّضت مروحية من طراز «اس 70» تابعة للجيش التركي الى اطلاق نار من عناصر يشتبه في انتمائهم الى حزب العمال الكردستاني في اقليم هكاري (جنوب شرق). وأوضحت قيادة الأركان العامة التركية ان المرحية تفادت الطلقات النارية عبر مناورة سريعة، وابتعدت بأمان عن المنطقة الجبلية في هكاري».