كشفت هيئة المساحة الجيولوجية عن جمع أكثر من 32 قطعة نيزك خلال رحلتها الثانية إلى صحراء الربع الخالي، والتي نفذتها الهيئة خلال الشهرين الماضيين، مبينة أنها تعمل على درس كل ما تم التقاطه لإصدار كتاب يتضمن كل المعلومات عنها. وأكد رئيس هيئة المساحة الجيولوجية الدكتور زهير نواب ل «الحياة» أن الرحلة الثانية إلى الربع الخالي انتهت بنجاح ويجري حالياً تجميع المواد العلمية وتسجيل الملاحظات الخاصة بمواضيع المياه، النبات، الحيوانات، النيازك، والشهب التي تسقط من الكواكب الأخرى المكتشفة، إضافة إلى المواد والمشاهدات التي تم التقاطها لخضوعها لدراسات علمية عبر مجامع متخصصة لإصدار كتاب خاص، بعد موافقة المقام السامي على ذلك. وأوضح الدكتور نواب أن الرحلة الثانية التي نفذتها الهيئة بدأت من وادي الدواسر وتمت من خلالها زيارة قرية الفاو الأثرية، محمية عروق بني معارض، وعرق بني دلهام، كما تمت مشاهدة بعض السبخات، الكثبان الرملية، الحقول، مناطق الرعي،المحميات، وعوق العبيلاء، مشيراً إلى أنه تمت زيارة الجزء الجنوبي الغربي من الربع الخالي، إذ تم قطع مسافة 3000 كيلومتر خلال 13 يوماً. وبيّن أن أجهزة الاتصال من طريق الأقمار الاصطناعية وتحديد المواقع عامل مهم وأساسي في الدخول والخروج من الربع الخالي، إضافة إلى الاستعانة بعدد من الأفراد المتخصصين في عبور الربع الخالي من أهل المناطق المجاورة. وأضاف: «الفريق الذي كان معنا مدعوم بمجموعة كبيرة من السيارت، وطائرة هليكوبتر وخرائط متخصصة، ولم يكن هناك أي خوف من الضياع في الربع الخالي إلا من صعوبات الرمال، الأمر الذي تطلب استعداداً بالأجهزة والمعدات ونوعية السيارة لحل المشكلة مباشرة»، مفيداً بأن الهيئة تعكف على كتابة تقرير فني علمي للرحلة التي نفذتها للجزء الغربي، مغايرة عن الرحلة الأولى التي نفذت للجزء الشرقي قبل أربع سنوات. وأشار إلى أنه من ضمن برامج عمل هيئة المساحة الجيولوجية، قسم الأحافير وهي بقايا الأحياء القديمة، إذ تم اكتشاف بعض بقايا الأحياء القديمة في الجزيرة العربية تقدر بملايين السنين، من خلال تعاون فرق الكشف التابعة للمساحة الجيولوجية السعودية مع بعض الجامعات العالمية المرموقة في أميركا وأستراليا، والتي تم توثيقها والاحتفاظ ببقاياها في متحف الأحافير في هيئة المساحة. وقال إنه تم نشر هذه الاكتشافات في أعرق المجلات العلمية، وأكد أن هذا الكشف له أهمية خاصة لتوضح الالتصاق الأفريقي بالجزيرة العربية منذ أكثر من 30 مليون سنة وقبل انفتاح البحر الأحمر.