وسط خلافات شديدة بين الوزراء ومعارضة سياسية وشعبية، اعلنت توجهها الى المحكمة الاسرائيلية العليا للالتماس ضد رئيس الحكومة ووزير ماليته، قرر بنيامين نتانياهو تخفيض نسبة الغاز الطبيعي، التي سبق واتفق ان يتم تصديرها الى دول الخارج، من 53 في المئة الى اربعين في المئة، على ان تكون النسبة المستخدمة في اسرائيل انقاذا للازمة الاقتصادية التي تواجهها اسرائيل بسبب سياسة حكومتها. ويأتي هذا القرار في وقت يعد نتانياهو خطة لاستغلال الغاز من اجل تعزيز مكانة اسرائيل في الشرق الاوسط بمنح امتيازات خاصة في تصدير الغاز الطبيعي لبعض دول المنطقة، ويرى نتانياهو بتركيا والاردن والسلطة الفلسطينية، اهدافا لذلك. ووفق وزير المالية، يائير لبيد، فان اكتشاف ابار الغاز الطبيعي "تامار" و"لفيتان" في البحر المتوسط لايقل عن معجزة ولكنه يتوجب علينا الحرص على عدم ضياع تفوقنا في الإبداع والاختراع". وبحسب القرار الاسرائيلي فان ارباح اسرائيل من تصدير الغاز ستتجاوز خلال السنوات العشرين المقبلة ستين مليار دولار. وقد وجهت رئيسة المعارضة، شيلي يحيموفيتش، انتقاداً شديداً إلى القرار بتقليص كميات الغاز المخصصة للتصدير واصفة إياه باستسلام مثير للخجل للأثرياء وبنهب الموارد التابعة للجمهور في إسرائيل. واعلنت انها ستقدم التماسا الى المحكمة الاسرائيلية العليا لالغاء القرار، فيما دعا وزير حماية البيئة، عمير بيرتس، الذي يعارض هو الاخر القرار، الى ابقاء كمية لا تقل عن ستمئة مليار متر مكعب للاستهلاك المحلي ممّا يزيد على الكمية المقرر إبقاؤها بستين مليار متر مكعب.وبراي الوزير بيرتس فان هذا الأمر ضروري من أجل إتاحة الفرصة أمام جميع الفروع الاقتصادية والصناعية للانتقال إلى استخدام الغاز الطبيعي. وكانت اسرائيل قد بدات، قبل شهرين، باستخراج الغاز الطبيعي من حقل "تامار" وهو أحد حقلي غاز في عرض البحر المتوسط، الثاني اطلق عليه اسم "لفيتان"، وهو الاكبر بينهما. ويقع بئر "لفيتان"على بعد مئة وخمسة وثلاثين كيلومترا شمالي غرب مدينة حيفا. وفيه كمية أربعمئة وثلاثة وخمسين مليار متر ا مكعب ا من الغاز، وهذه كميات ضخمة وتصل قيمتها الى حوالي 45 مليار دولار. اما "تامار" فيقع على بعد 100 كيلومتر من مياهها الاقليمية، وهو في اطار ما يعرف بالمياه الاقتصادية التي يحق للدول استغلال ثرواتها. ويقع على خط عرض يصل الى شاطيء مدينة الخضيرة جنوبي حيفا وفيه حوالي مئتين وخمسين مليار متر مكعب. ووفق التوقعات ، فان كمية الغاز تصل حتى 453 مليار متر مكعب من الغاز . وبتقدير اسرائيليين فان الاكتشاف سيسجل الاهم في مجال الطاقة في العالم . وقد ساهمت التوقعات من هذا الحقل في ارتفاع اسهم الشركات الثلاث الشريكة في حقل"لفيتان" بنسب تتراوح ما بين خمسة إلى عشرة في المئة، كما ارتفعت أيضا أسهم الشركات التي تملك امتيازات للتنقيب عن الغاز والنفط في المناطق القريبة من حقل "لفيتان". ".