أحبطت السلطات اليمنية تفجير سيارة مفخخة في صنعاء، كانت تستهدف مساء أول من أمس مركزاً دينياً يديره قيادي في جماعة الحوثي، في حين أعرب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن أمله بعودة العلاقات مع إيران إلى «مسارها الصحيح» عقب انتخاب حسن روحاني رئيساً. وأكد مصدر مسؤول في اللجنة الأمنية العليا أن «فريقاً من جهاز الأمن القومي تمكن من تفكيك عبوات في سيارة مفخخة مساء أول من أمس كانت تستهدف مسجد ومركز «بدر الديني» الذي يديره الدكتور المرتضى بن زيد المحطوري، وذلك بعد الحصول على معلومات من دائرة الاستخبارات. ونقلت وكالة «سبأ» للأنباء عن المصدر قوله «إن فريقاً مختصاً من جهاز الأمن القومي أخلى المنطقة من المارة وتعامل مع السيارة المفخخة وأبطل عبواتها المتفجرة وسلم القضية إلى الأجهزة المختصة في وزارة الداخلية لاستكمال التحقيق». وكان المحطوري، وهو زعيم ديني تلقى دروسه في إيران، أصدر قبل أيام فتوى توجب «الجهاد ضد الدولة، على كل قادر على حمل السلاح»، وذلك على خلفية قتل وجرح عشرات المحتجين من جماعة الحوثي في اشتباكات مع حرس مبنى جهاز الأمن القومي في صنعاء قبل نحو 10 أيام. وأضاف المصدر المسؤول» أن الأجهزة الأمنية ستظل تعمل بمهنية كاملة وستبذل كل جهودها في أداء مهماتها وتهيئة المناخات الملائمة لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل وعملية التسوية السياسية». ويعتقد أن عناصر من تنظيم «القاعدة» يقفون وراء هذا الهجوم على المركز الديني، مستغلين حملة انتقادات واسعة شنتها، خلال الأيام الأخيرة، وسائل إعلام جماعات الإخوان والسلفيين على جماعة الحوثي، بعد فتوى المحطوري المثيرة للجدل. وقال قائد في جماعة الحوثي ل «الحياة» إن «الحادثة مفبركة وهي من صنع جهاز الأمن القومي للتغطية على المجزرة التي ارتكبها بحق المتظاهرين السلميين قبل أيام». ويخشى مراقبون أن تكون الحادثة نذيراً باشتعال حرب طائفية في اليمن في حال أخفقت الأطراف السياسية والمكونات الوطنية في الوصول إلى توافق في مؤتمر الحوار الوطني يضمن حلولاً شاملة لمشكلات البلاد المعقدة. في غضون ذلك، أعرب هادي عن أمله بعودة العلاقات اليمنية الإيرانية إلى سابق عهدها بعد فوز روحاني بالرئاسة. وقال في برقية تهنئة: «أنتهز هذه المناسبة لأعبر لكم عن أمل إخوانكم في الجمهورية اليمنية بإعادة علاقات التعاون بين بلدينا وشعبينا إلى مسارها الصحيح بما يخدم مصالحهما ونستند إلى الجهد الصادق والاحترام المتبادل واحترام السيادة لكل منهما وبما يجسد روح الأخوة الإسلامية والتعايش المشترك». وأضاف «أنا على ثقة من أنكم تبادلوننا الحرص والرغبة الأكيدة لتجاوز الإشكاليات التي شابت العلاقات خلال السنوات الأخيرة ومعالجة آثارها». وشهدت علاقات اليمن وإيران، خلال الأعوام الأخيرة توتراً غير مسبوق، واتهمت صنعاءطهران بالتدخل في شؤونها الداخلية، وزرع شبكات تجسس، ودعم الجماعات المعارضة بالمال والسلاح، في إشارة إلى جماعة الحوثي في الشمال وفصائل «الحراك الجنوبي» الموالية لنائب الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض في الجنوب.