اتهمت إسرائيل شاباً من عرب الداخل بالتخابر مع عناصر من «حزب الله» لنقل معلومات عن تحركات شخصيات عسكرية، بينها رئيس هيئة أركان الجيش الجنرال غابي أشكنازي، بهدف التخطيط لاغتياله انتقاماً لمقتل القيادي في الحزب عماد مغنية. وسمحت أمس محكمة إسرائيلية بنشر معلومات عن اعتقال الاستخبارات في العاشر من الشهر الماضي راوي فؤاد سلطاني (23 عاماً) من مدينة الطيرة العربية. ووجهت النيابة العامة اليه تهم «التخابر مع عميل أجنبي» و «نقل معلومات في مصلحة العدو» و «التآمر لتنفيذ جريمة». ووفقاً للاستخبارات الإسرائيلية، كما جاء في لائحة الاتهام التي قدمتها النيابة العامة الى محكمة في مدينة بتاح تكفا، فإن سلطاني أجرى وعدد من رفاقه في «حزب التجمع الوطني الديموقراطي» خلال مشاركتهم في مخيم صيفي في المغرب قبل عام، اتصالات مع ناشط من «حزب الله» يدعى سلمان حرب (26 عاماً)، أعطى محاضرات لسلطاني وبعض رفاقه عن مقاومة «حزب الله» لإسرائيل. وأكدت الاستخبارات أن راوي اعترف للمحققين بأن سلمان طلب منه معلومات عن تحركات أشكنازي، بعدما أبلغه راوي أنه والجنرال يتدربان معاً في صالة للألعاب الرياضية في مدينة كفار سابا شرق تل أبيب. وتابعت أن سلطاني واصل اتصالاته مع سلمان بعد عودته إلى البلاد عبر الهاتف والبريد الالكتروني، وأن الأخير طلب منه لاحقاً السفر إلى بولندا للقاء ناشط آخر في الحزب يُكنى «سامي» لتسليمه المعلومات التي جمعها عن تحركات رئيس هيئة أركان الجيش. وأشارت إلى أن سلطاني سافر فعلاً إلى بولندا في كانون الأول (ديسمبر) الماضي والتقى الناشط في «حزب الله»، وتباحثا في سبل المس بأشكنازي مثل تحديد مكان التدريب وطرق الوصول إليه وإجراءات الدخول والترتيبات الأمنية ومواقع الحراسة والأسلحة المتوافرة في حوزة الحراس، كما طُلب منه جمع معلومات عن تحركات شخصيات عسكرية أخرى وعن مواقع لقواعد للجيش الإسرائيلي. وكانت الشرطة اعتقلت قبل أسبوعين ناشطين آخرين من «التجمع» شاركوا في مخيم الشبيبة للتحقيق معهم بشبهة الاتصال مع عناصر «حزب الله»، لكنها أطلقت سراحهم بعدما تبين لها أن سلطاني هو الوحيد الذي واصل اتصالاته. ومددت المحكمة المركزية اعتقال الشاب حتى انتهاء الإجراءات القانونية. وقال والد المعتقل موكله المحامي فؤاد سلطاني إن لائحة الاتهام تقوم على جملة واحدة قالها ابنه «بسذاجة وطيش أمام الشاب اللبناني عن أنه يرى أشكنازي في معهد اللياقة البدنية الذي يرتاده». وأضاف أن ابنه لم ينقل أي معلومات خاصة عن تحركات قائد الجيش أو عن مواقع للجيش، «بل رفض ذلك» وقطع علاقته بالشخص المذكور. وتساءل: «لماذا انتظرت الاستخبارات التي تابعت خطوات راوي وتحركاته، عاماً كاملاً حتى اعتقلته ما دامت تعتقد أنه يتواصل مع عميل أجنبي؟ لماذا الآن؟». وأكد أنه تم تضخيم القضية «لدوافع سياسية» كما حصل مع قضايا مماثلة في الماضي. وأعرب عن ثقته بأن تثبت أمام المحكمة براءة ابنه من كل التهم المنسوبة إليه. وتعقيباً على اتهام حزبه بالتطرف، قال رئيس «التجمع الوطني الديموقراطي» النائب في الكنيست الدكتور جمال زحالقة للإذاعة الإسرائيلية العامة إن ثمة «فجوة واسعة» بين الأدلة التي قدمتها الاستخبارات وبين التهم الخطيرة المنسوبة إلى سلطاني، داعياً إلى انتظار المحاكمة.