تقدم نخبة من نجوم الغناء العربي في قصر رام الله الثقافي أوبريت «نداء الحرية»، في مبادرة أطلقها وزير الأسرى وشؤون المحررين الفلسطيني عيسى قراقع. وتتولى الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية بالتعاون مع الشاعر رامي اليوسف التنسيق مع النجوم المشاركين في الأوبريت المقرر عرضها في 19 حزيران (يونيو) الجاري. ويشارك فيها الفنان التونسي لطفي بوشناق الذي تولى تلحينها، فيما وزّع الموسيقى الفنان التونسي محسن الماطري، إضافة إلى مشاركة نجم الأغنية الخليجية القطري علي عبد الستار، والنجم المصري مدحت صالح، والمطربة الأردنية زين عوض، والفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة. وقال رئيس الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية المخرج يوسف الديك ل «الحياة»: «الفكرة جاءت بمبادرة من وزير شؤون الأسرى عيسى قراقع، ونحن رحبنا بتنفيذها، بخاصة أن تصويرها يأتي في صلب عملنا كجمعية، ولاقتناعنا بأن تنفيذ الفكرة في غاية الأهمية على الصعيدين الفني والوطني، إذ ان قضية الأسرى تستحق كل الدعم». وتتولى الجمعية تنفيذ الأوبريت بكل تفاصيلها، وهي لا تقتصر على العرض الذي من المقرر أن يحتضنه مسرح قصر رام الله الثقافي الثلثاء المقبل، بل ستصوَّر فيديو كليب لتوزيعه على الفضائيات الفلسطينية والعربية. ويشارك الكليب الذي سيتولى إخراجه الديك فنانون آخرون إضافة الى الخمسة المذكورين الذين يقدمون الأوبريت على الخشبة. وبالتالي ستسجَّل مقاطع جديدة بأصواتهم في وقت لاحق، بخاصة أن بعض الفنانين اعتذروا عن عدم المشاركة في إطلاق الأوبريت في رام الله برعاية «روابي»، لارتباطاتهم بأعمال درامية وسينمائية، أو لأسباب أخرى. ويحلم عيسى قراقع بفكرة الأوبريت منذ سنوات، لإدراكه أهمية هذا النوع من الفنون في إيصال معاناة الأسرى إلى العالم. وقال ل «الحياة»: «الفكرة تراودني منذ وقت طويل، وكنت أود أن يشارك فيها فنانون من العالم لدعم قضية الأسرى العادلة والانتصار والترويج لها، بصورة تبتعد عن النمطية». وأضاف: «هذا الحلم بدأ يتحقق بالتعاون مع الجمعية الفلسطينية للفنون السينمائية، بعدما قرر مجلس الوزراء دعم الأوبريت، وتخصيص موازنة لها ضمن موازنة الوزارة للعام 2013». ولفت إلى أن «لقضية الأسرى بُعداً إنسانياً ووطنياً وحقوقياً وأخلاقياً، وهذا ما نسعى لإظهاره للعالم من خلال أوبريت «نداء الحرية». ونحن نحمل قضية من دفعوا حريتهم في سبيل تحرير فلسطين من الاحتلال الجاثم على صدورنا، منذ عقود». أما الشاعر رامي اليوسف الذي كتب أكثر من أوبريت للقدس وسورية والأردن وغيرها، فعبّر عن اعتزازه باختياره لكتابة أوبريت «نداء الحرية». ورأى في هذا العمل خصوصية لكونه يسعى إلى تدويل قضية الأسرى عبر الفن، لافتاً إلى أنه يجري مشاورات مع إحدى الفنانات المشاركات في الأوبريت لتقديم مقطع غنائي بالإنكليزية. وإن لم تنجح هذه المساعي، سيستعاض عن ذلك بالترجمة، وهو ما شدّد عليه الوزير قراقع الذي كشف أن الوزارة والجمعية تنويان ترجمة الكليب إلى أكثر من لغة. وقالت الفنانة الفلسطينية دلال أبو آمنة ل «الحياة»: «شرف كبير لي أن أمثل فلسطين بين نجوم الغناء العربي في «نداء الحرية»، بخاصة أن العمل يقوم على فكرة أنسنة قضية الأسرى. نحن ندرك أن العرض لن يحرر الأسرى من سجون الاحتلال، لكنه يساهم في تذكير العرب والعالم بقضية الأسرى العادلة، ويغذي في نفوسهم الانتماء الى هذه القضية والدفاع عنها، إضافة إلى ما يمكن أن يضيفه في دعم صمود الأسرى، وإيصال رسائل بأننا معكم، وإن بأصواتنا وموسيقانا... هذا سلاحنا كفنانين لدعم الأسرى وسائر القضايا الوطنية».