يفضح عضو بعثة المراقبين إلى سورية، المستقيل، أنور مالك في كتاب أصدرته «العبيكان للنشر» حديثاً بعنوان: «ثورة أمة: أسرار بعثة الجامعة العربية إلى سورية»، خفايا عمل البعثة وطريقة تعامل النظام السوري معها والأساليب التي لجأ إليها لتضليل عملها، إضافة إلى كواليس اتصالاته ولقاءاته الموثقة بالصور والمستندات، راصداً عملية التزوير الواسعة التي طاولت تقارير عمل البعثة. ويقول مالك في كتابه: «أروي تجربتي الشخصية في بعثة المراقبين العرب من البداية عندما طلب مني أن أكون ضمن البعثة في شهر أيلول (سبتمبر) 2011 إلى غاية استقالتي في كانون الثاني (يناير) 2012، مستعرضاً تفاصيل دقيقة عن حياة المراقبين وأحاديثهم واجتماعاتهم وتقاريرهم». كما يتحدث عن لقاءات مع وزراء النظام السوري وكبار قادة ضباط الجيش النظامي، ويعرض تفاصيل دقيقة لم يسبق نشرها. ويؤكد أنور مالك الذي رفض أن يكون شاهد زورٍ في بعثة المراقبين العرب التي أوفدتها جامعة الدول العربية برئاسة الجنرال السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي إلى سورية، أن كتابه يفضح ألاعيب النظام مع البعثة، ويقدم شهادة عن القمع الذي يمارسه نظام الرئيس بشار الأسد ضد المحتجين، مؤكداً أن النظام السوري استغل بعثة المراقبين العرب للتحضير لمرحلة أكثر دموية ضد شعبه، إضافة إلى كل ما واجهه من مواقف وتفاصيل الاجتماعات مع مختلف الأطراف أثناء زيارته إلى المدن والقرى السورية. ويعتبر هذا الكتاب، الأول من نوعه في جانب تناوله القضية السورية من الداخل، وبشهادة مراقب معترف به دولياً، وهو الأول من نوعه عن بعثة المراقبين العرب التي هي بدورها البعثة الأولى في تاريخ الجامعة العربية، ويتناول الكتاب تجربة أول مراقب يستقيل في العالم منذ نشوء بعثات المراقبة مطلع القرن الماضي. ويقع كتاب «ثورة أمة: أسرار بعثة الجامعة العربية إلى سورية» في أكثر من 600 صفحة من بينها صور ومستندات مهمة تنشر للمرة الأولى، ومن المتوقع أن يكون كتاب الموسم بحسب ترشيحات المتخصصين والمتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي لما فيه من حقائق موثقة بالصور والمستندات عن الوضع في سورية من جهة محايدة كانت في مهمّة دولية رسميّة. يُذكر أن الكاتب والصحافي الجزائري أنور مالك، أحدث ضجة عالمية منقطعة النظير بشجاعته عندما استقال من بعثة المراقبين العرب وقدم شهادته عبر كبرى وسائل الإعلام العالمية، وله مؤلفات أخرى منها: (طوفان الفساد وزحف بن لادن في الجزائر)، (المخابرات المغربية وحروبها السرية على الجزائر) و(اسرار الشيعة والإرهاب في الجزائر).