يواصل الجيش العراقي حملته في الأنبار لمطاردة عناصر تنظيم «القاعدة»، وإحكام السيطرة على المثلث الحدودي مع سورية والأردن لمنع تسلل المقاتلين. وأفاد مصدر عسكري رفيع المستوى «الحياة» بأن «العمليات الجارية في الجزيرتين الشمالية والجنوبية اللتين تمثلان البادية الغربية، حققت حتى الآن نسبة عالية من النجاح تصل إلى 80 في المئة». وأضاف «استقدمت قوات من محافظات عدة ومن كل المؤسسات الأمنية، كان آخرها جحفل من 4 افواج اعيد نشره على الحدود مع الأردن». وتعد الأنبار اكثر مدن البلاد التي عانت من العمليات المسلحة وأعلنت في وقت سابق عاصمة «دولة العراق الإسلامية» التي شكلها تنظيم «القاعدة» في تشرين الأول (أكتوبر) 2006. وأوضح المصدر ان «هناك مناطق ما زالت السيطرة عليها ضعيفة، بسبب عدم كفاية افرادها، مثل وادي حوران في مركز المثلث العراقي السوري الأردني القريب من منفذ الوليد. وهناك جيب مهم حاول المسلحون الأجانب خلال الفترة الماضية استخدامه ممراً لوجستياً بين الدول الثلاث وتمكنا خلال الشهر الفائت من قتل اثنين منهم حاولا العبور الى الأردن، قادمين من سورية». وتشترك الأنبار مع الأردن وسورية بشريط حدودي يمتد لأكثر من 630 كلم. وقبل انسحاب القوات الأميركية من المحافظة في كانون الأول (ديسمبر) 2011، اعلن حرس الحدود انه في صدد تنفيذ مشروعين، يتمثل الأول بتعبيد الطريق الرئيسي المحاذي للحدود، والثاني نصب منظومة مراقبة إلكترونية لرصدها. وكانت القوات الأميركية اخلت «قاعدة الأسد الجوية» في منطقة البغدادي على بعد 240كلم غرب بغداد نهاية 2012 على الحدود العراقية السورية وكانت مهمتها رصد ومراقبة عمليات تسلل المجموعات المسلحة الى العراق، وكانت هذه القوات تستخدم 20 الف جندي من المارينز، لدعم عملياتها في الهضبة الغربية للعراق. ووصف الخبير الأمني اسماعيل المشكوري، وهو لواء سابق في الجيش، ما يجري على الحدود في الأنبار بأنه «جزء من التعاضد الدولي لمحاربة الإرهاب»، مشيراً الى انه «خلال الشهور الماضية كانت هناك مخاوف لدى دول جوار سورية من مخاطر التنظيمات الإسلامية المسلحة وتحديداً جبهة النصرة، ما دفع هذه البلدان الى التضييق على حركتها في الداخل وعلى الحدود».