قال الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية فيليب لاليو إن المحادثات بين وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره السعودي الأمير سعود الفيصل ورئيس مجلس الأمن الوطني الأمير بندر بن سلطان أظهرت وجود قلق مشترك حيال النتائج المترتبة على سقوط مدينة القصير في أيدي الجيش النظامي السوري المدعوم من «حزب الله». وذكر لاليو أن الاجتماع الذي عقد في مقر وزارة الخارجية الفرنسية في باريس على مدى أكثر من ساعة تناول تحديداً الوضع في سورية وسمح باستعراض الأزمة من جوانبها كافة. وأضاف أن فابيوس والمسؤولين السعوديين حللوا الوضع على الأرض بعد سقوط القصير والنتائج التي يمكن أن تترتب على ذلك، خصوصاً بالنسبة إلى حلب، كما تطرقوا إلى مؤتمر «جنيف-2» وتأثير التحول الذي طرأ على موازين القوى العسكرية على صعيد الإعداد لهذا المؤتمر. ولفت الناطق الفرنسي إلى أن الاجتماع توقف أيضاً عند الانخراط المتزايد ل «حزب الله» وإيران في الأزمة السورية وأن الوزراء الثلاثة أثاروا المخاطر المحدقة باستقرار المنطقة وخصوصاً لبنان. وأكد لاليو أن الاجتماع أظهر وجود وجهات نظر متقاربة للأزمة وتطوراتها وتوافقا على أن سقوط القصير شكل تطوراً مأسوياً وأدى إلى وضع مستجد، نظراً إلى الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة. وأشار إلى أن السؤال الذي يطرحه الجميع الآن هو تأثير التطورات الجديدة على التحضيرات الجارية لاجتماع «جنيف-2» والقلق إزاء ما يمكن أن يحصل في حلب التي باتت الهدف الجديد لقوات النظام السوري. وتابع لاليو أن «إضعاف أحد الأطراف المتنازعين لا يساعد على عقد جنيف-2 لأن التفاوض بين الأطراف غير ممكن في ظل وجود طرف متفوق وآخر ضعيف، ومن هنا ضرورة العمل على تعزيز المعارضة المسلحة وهو موضوع قيد النقاش مع المملكة السعودية وأيضاً مع الولاياتالمتحدة وتركيا وغيرها، للتوصل إلى موقف مشترك». وكشف عن اتصالات سيجريها الجانب الفرنسي السبت المقبل مع قائد «الجيش السوري الحر» سليم إدريس وعن تسليم فرنسا كميات كبيرة من الأدوية والمعدات الطبية إلى المعارضة. وعلم أن الاتصالات مع إدريس ستجري في تركيا. وقال مصدر فرنسي مطلع ان الوفد السعودي حضر الى باريس لابلاغ فابيوس برسالة قلق سعودية بعد ما حصل في القصير ومن أجل تكثيف العمل المشترك لمساعدة المعارضة، ولفت الى ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند سبق ان أعلن «ان لا حل سياسياً بدون ضغط عسكري وانه من الضروري تعزيز المساعي الدولية لتحقيق ذلك». وحضر الاجتماع مدير مكتب وزير الخارجية الفرنسي دوني بييتون ومدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية جان بيار جيرو والسفير الفرنسي السابق في سورية اريك شوفالييه.