شيع أمس رئيس الهيئة الطالبية في حزب «الانتماء اللبناني» هاشم نشأت السلمان (28 سنة) في بلدته عدلون (الجنوب) في مأتم امتزج فيه الحزن مع الغضب، خصوصاً أن الشاب قتل برصاص مناصرين ل «حزب الله» أثناء مشاركته في اعتصام احتجاجي أمام السفارة الإيرانية في بيروت أول من امس، ضد «إرسال الشباب اللبنانيين الشيعة إلى الموت دفاعاً عن نظام بشار الأسد»، على مرأى من القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية، وأصيب عدد من المحتجين بجروح. وطلب رئيس الجمهورية ميشال سليمان في اتصالات أجراها مع المدعي العام التمييزي بالتكليف القاضي سمير حمود ومسؤولين أمنيين «العمل بسرعة على كشف ملابسات الحادث أمام السفارة الإيرانية والقبض على الفاعلين والمحرضين». وشدد على «ضرورة تعاون المواطنين وأحزاب المنطقة، وخصوصا حزب الله والسفارة الإيرانية، لتسهيل مهمة الأجهزة المختصة في كشف تفاصيل وملابسات ما حصل، منعاً لتكرار حوادث مماثلة». وكان سليمان استقبل السفير الإيراني لدى لبنان غضنفر ركن أبادي، وذكر المكتب الإعلامي في القصر الجمهوري أن البحث تركز على «العلاقات الثنائية والحادثة التي أدت إلى سقوط أحد الأشخاص أثناء مجيء مجموعة مواطنين للاعتصام أمام السفارة». وأجرى الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري اتصالاً هاتفياً امس بالمستشار العام لحزب «الانتماء اللبناني» أحمد كامل الأسعد، معزياً بالسلمان، و «مستنكرا الاعتداء الذي نظمته جهات تابعة لحزب الله قرب السفارة الإيرانية»، ومؤكداً في بيان وزعه مكتبه الإعلامي «أن اللبنانيين يرفضون أساليب التهويل والترهيب على أصحاب الرأي، ولن يرتضوا بالتأكيد أن تكون مناطق حزب الله محميات أمنية على الطريقة الإيرانية». ولقي الاعتداء الذي تعرض له المعتصمون من حزب «الانتماء» أمام السفارة، مواقف مستنكرة، فندد النائب بطرس حرب في بيان بحال «الفلتان في البلاد وغياب الدولة المستهجن». وإذ وصف «ظاهرة البارحة في حركة الاحتجاج أمام السفارة الإيرانية» بأنها «أحد الدلائل على ضرب الحياة السياسية والديموقراطية في لبنان ورفض الرأي الآخر إذا كان يتعارض مع رأي من بيده السلاح والقوة»، دعا الدولة الى «التدخل السريع من أجل القبض على من أطلق النار على أحد المحتجين وإجراء التحقيق الجدي لمعرفة الواقفين وراء هذا الاعتداء، خصوصاً أن السكوت عن ممارسة كهذه سيكرس أعمال القتل والإمعان في العنف ضد كل من لا يشارك المسلحين رأيهم السياسي». وأكد أنه «لا يمكن السكوت عن قضية كهذه ينبغي للأجهزة الأمنية والقضائية توليها، مع علمنا المسبق أن من قاموا بهذه الاعتداءات ينتمون إلى جهة حزبية، والدولة عاجزة أو متواطئة مع هذه الجهة، لا يمكنها مواجهتها ومحاسبتها، وإننا نتمسك بمبدأ المساءلة». واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النيابية محمد الحجار في تصريح، أن «ما رآه اللبنانيون هو المشهد الذي يَعِدُ حزب الله معارضيه به، والذي يتلخص في أنه ممنوع على أحد، خصوصاً من اللبنانيين الشيعة، الاعتراض على مواقفه وأفعاله، خصوصاً تورطه في الجحيم السوري وتوريط لبنان واللبنانيين في هذا الجحيم». ولفت إلى أن «مجموعة شبيحة حزب الله وليس فقط مواطنين بقمصانه السود، رآهم اللبنانيون ينهالون بالضرب على مواطنين لبنانيين مسالمين ليسوا تكفيريين، يحملون أعلاماً لبنانية أرادوا فقط التعبير عن رأيهم في رفض توريط حزب الله لهم وللبنان في الأزمة السورية تنفيذاً لأوامر إيرانية». وأكد أن «تجهيل الفاعل وتمييع الأمور سيزيدان الموقف سوءاً ويعززان روح الانتقام وجعل الدولة ومؤسساتها تتحلل». واستنكر قطاع الشباب في «تيار المستقبل» الاعتداء «على حرية التعبير وتعريض حياة مواطنين شباب للخطر»، معلناً تضامنه الكامل مع حزب «الانتماء» والوقوف «بإجلال أمام حزن ذوي الشهيد». وحمّل البيان «المسؤولية الكاملة لقوى الأمر الواقع ولكل من يظهره التحقيق»، داعياً الأجهزة الأمنية والقضائية إلى «محاسبة المرتكبين». واستنكرت مصلحة الطلاب في حزب «القوات اللبنانية» في بيان الاعتداء، معتبرة أنه «وصمة عار جديدة تضاف إلى سجل حزب ولاية الفقيه، هذه المرة لم يكن العدو إسرائيلياً، ولا حتى تكفيرياً، ببساطة الضحية هذه المرة هي الرأي الحر في الطائفة الشيعية نفسها، والذي لم يستطع الحزب ترويضه لا بالمال ولا بالسلاح فعالجه بالغدر». ولفت إلى أن «السلمان سقط شهيداً برصاصة أصابته من الخلف، فكان باكورة شهداء الربيع الشيعي في لبنان، الذي سيحل مهما طال الزمن».