قتل ثلاثة عناصر مفترضين من تنظيم «القاعدة» في اليمن أمس، في غارة طائرة أميركية من دون طيار، استهدفت سيارة تقلهم في منطقة متاخمة للحدود مع السعودية تابعة لمحافظة الجوف (شمال). وسقط 25 قتيلاً وجريحاً، على الأقل، من جماعة الحوثي في اشتباكات بين محتجين مع حرس مبنى الأمن القومي (الاستخبارات) وسط صنعاء. جاءت هذه التطورات مع مقاطعة حزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح (المؤتمر الشعبي) جلسة الحوار الوطني وإعلانه التحضير لانتخاب قيادة جديدة. وقال شهود ل «الحياة» إن طائرة أميركية من دون طيار استهدفت أمس سيارة في منطقة الكدن في مديرية خب والشعف، التابعة لمحافظة الجوف، كان على متنها ثلاثة عناصر من «القاعدة»، بينهم قيادي محلي في التنظيم يدعى صالح حريدان، ما أدى إلى مقتلهم وتفحم جثثهم. وتأتي الغارة استمراراً للهجمات التي تنفذها الطائرات الأميركية في اليمن، في سياق حربها على «الإرهاب»، وبعد أيام من حملة للجيش اليمني على معاقل التنظيم في بلدة غيل باوزير في محافظة حضرموت (شرق) قتل فيها نحو 8 مسلحين، وما زالت عملية الجيش مستمرة في المناطق المحيطة بالبلدة. على صعيد آخر، قتل أربعة محتجين على الأقل من جماعة الحوثي وجرح 21 بعد ظهر أمس، في اشتباك محتجين من الجماعة مع حرس مبنى الأمن القومي الواقع في الطرف الشرقي لصنعاء القديمة. وقال شهود ل «الحياة» إن محتجين من جماعة الحوثي، نظموا مسيرة إلى مبنى الأمن القومي للمطالبة بإطلاق معتقليهم، وتطور ذلك إلى مواجهات حاول خلالها المحتجون اقتحام المبنى، فأطلق الحراس عليهم النار لتفريقهم، ما أدى إلى سقوط نحو 4 قتلى وجرح 20 آخرين. ودانت الجماعة في بيان ما اعتبرته «مجزرة بحق المحتجين السلميين» من أنصارها المطالبين بإطلاق معتقلين لدى الأمن القومي منذ أشهر من دون محاكمة. وقال الناطق باسمها علي البخيتي «إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 4 أشخاص وإصابة 25 آخرين»، متهماً الرئيس هادي «بإصدار توجيهات إلى جنود الأمن القومي (الاستخبارات) بإطلاق النار على المحتجين». وقاطعت الجماعة أمس جلسة مؤتمر الحوار الوطني لليوم الثاني منذ انطلاق جولته الثانية، ودخل أحد ممثليها في مشادة مع الأمين العام للحزب الاشتراكي ومستشار الرئيس ياسين سعيد نعمان أثناء ترؤسه الجلسة، ما جعله يتخذ قراراً برفعها وتأجيل التصويت على القرارات التي كان توصل إليها الفريق المعني بالبحث في «استقلال الهيئات» خلال الجولة الأولى من الحوار. وستؤدي أحداث أمس إلى تعقيد الأمور في مؤتمر الحوار الوطني، خصوصاً بعد تهديد الجماعة المتهمة بولائها إلى إيران بالانسحاب. وقد حذرها الرئيس هادي أول من أمس، في خطابه لمناسبة افتتاح الجولة الثانية، حينما قال: «إن الملوحين والمهددين بالانسحاب سيواجهون غضب الشعب». إلى ذلك، قاطع حزب صالح جلسة الحوار أمس، احتجاجاً على إطلاق17 سجيناً اتهموا بالاشتراك في تفجير مسجد القصر الرئاسي عام 2011، وقال قيادي في الحزب ل «الحياة» إن مقاطعة الحوار ليوم واحد مجرد تعبير احتجاجي رمزي، و»سنعود الاثنين لحضور الجلسات». وقرر حزب صالح تشكيل لجنة من كبار أعضائه للتحضير لانتخاب قيادة جديدة وأعلن في بيان «إن اجتماع اللجنة العامة برئاسة النائب الثاني لرئيس الحزب الدكتور عبد الكريم الإرياني (أعلى هيئة في الحزب) أقر تشكيل لجنة مهمتها الإعداد للمؤتمر العام الثامن الذي سينتخب قيادة جديدة تواكب التطورات السياسية والاجتماعية وتقيم المنعطفات التاريخية التي مر بها الوطن منذ بداية أزمة عام 2011» . ولم يعرف ما إذا كان التحضير لانتخابات حزب المؤتمر الشعبي»في إطار التحضير لإزاحة صالح من رئاسته، وتولي هادي رئاسة الحزب خلفاً له، أم أنه مسعى من قبل صالح لتجديد حضوره، والتخلص من هادي الذي يشغل حالياً منصب النائب الأول لرئيس الحزب وأمينه العام، في ظل انتقادات للأخير بأنه سمح بميل الكفة لمصلحة خصوم الحزب التقليديين. وكانت محكمة الاستئناف في صنعاء، أيدت أول من أمس حكماً قضى بالتحقيق مع صالح و10 من كبار معاونيه في القضية التي باتت تعرف ب «جمعة الكرامة» قتل فيها 58 محتجاً مدنياً برصاص قناصة تابعين للنظام في 18آذار(مارس)2011 إبان الانتفاضة.