لا أمل أبداً وأنا أقول: وطني حبيبي سيد الأوطان، وشباب وطني يرفعون الرأس، فمن غير هؤلاء يقف في مفارق الطرق وفي درجة حرارة تذيب الشموع قبل أن ترى عود الثقاب ليطعموا الصائمين الذين يتصادف مرورهم في وقت الإفطار. إنها لمسة الحنان الذي يتمتع بها الصائم في هذه الأمة. وطني حبيبي... نتدلل عليك ونقسو أحياناً، وتظل رمز الدفء الذي لا نمله ونظل نطلبه رغم الحرارة! نعم نطلب دائماً أن تكون أيها الوطن وطن العطاء ووطن الحب لكل فرد يعيش على ثراك الطاهر، ولا نمل أن نذكرك أيها الوطن إننا نريد أن تكون دائماً الأجمل، وأنت أجمل.. فشبابك ينسون أنفسهم ويتذكرون العابرين، إنهم يؤثرون على أنفسهم بابتسامة الرضا.. وأنت أجمل ولا أبالغ، وطني لا تملؤه الأنهار ولا غابات الأشجار، ولكننا لا نظمأ للحب، فالحب والإيثار في وطننا أكثر من الأنهار الموجودة في كثير من البلدان التي لا تتمتع بهذه الروحانية والترابط الجميل. هل رأى أحد في غير وطني مخيمات الإفطار وليست لشيء آخر التي يصطف فيها المسلم مع غيره ليتناولا الطعام سوياً؟ ما أجمله من منظر يراه العابرون.. إنه منظر يعبر بنا إلى أخوة إنسانية، لا تراها في غير هذا الوطن، ولأن شباب وطني يرفعون الرأس وأحرص أن يظلوا هكذا دائماً، فإنني أبيح لنفسي الأمارة بالحب إن شاء الله أن أقول لهم، إن ما يفعلونه مشرف وكريم، ولأنه كذلك فإنني أهمس بملاحظة صغيرة عن نوعية الوجبة التي يتم توزيعها في الطرقات، وقد رأيت واحدة منها وقد احتوت على نوعية من العصير وقطعة فطيرة، لا أظن أنها مما يشتهيه الصائم في وقت الإفطار، ولا مهمة للصائم الذي يهمه في تلك اللحظات الماء والتمر، فهي طعام الصائم الضروري، أما ما عداها فالأفضل من ذلك علبة بسكويت يستطيع الصائم الاحتفاظ بها إن أراد وتناولها في ما بعد وبهذا لا يكون هناك هدر من الممكن تجنبه والاستفادة من قيمته في زيادة أعداد الوجبات لتشمل أكثر من طريق.. ولأن طريقنا طريق الخير فالجمعيات الخيرية أيضاً مطالبة بزيادة تفاعلها مع مجتمع الفقراء في هذا الشهر الكريم، وذلك بتوفير نفقات المطبوعات التي لا يقرؤها غير الأعضاء الذين يرصون أسماءهم وصورهم الملونة والتركيز على ما يهم الناس فعلاً لا صوراً.. في كل الأحوال صور الشباب الذين يقفون ليُفطروا الصائمين أكثر جمالاً ووقاراً. [email protected]