اتفق المغرب وتركيا أمس على إنشاء مجلس للتعاون الاستراتيجي يهدف إلى تقوية العلاقات الثنائية في المجالات الاقتصادية والتجارية والأمنية والزراعية، وعقد اجتماع سنوي لرجال الأعمال، وإنشاء خطوط تجارية بحرية، وبدء حوار دائم للتنسيق السياسي. وينتظر أن تستضيف أنقرة اجتماعاً لاحقاً للجنة الاقتصادية المشتركة للبحث في تطوير اتفاق التبادل التجاري الحر المعتمد منذ العام 2006 والذي يميل حسابه لصالح الشركات التركية التي صدرت العام الماضي أكثر من بليون دولار إلى المغرب، عبارة عن سلع استهلاكية وأخرى لإعادة التصنيع. وأعرب رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان، الذي يزور المغرب على رأس وفد يضم 350 شخصية من وزراء ورجال أعمال ومستشارين، عن ارتياحه إلى مستوى العلاقات التي تجمع بين أنقرةوالرباط والتي وصفها ب «التاريخية والقوية والمتينة». وقال «إن المبادلات التجارية بين البلدين بلغت 1.5 بليون دولار العام الماضي، وهي ضعيفة إذا قورنت بالإمكانات المتاحة في المجالات كافة»، ودعا رجال الأعمال الأتراك إلى بحث فرص الاستثمار الواعدة في المغرب، والإفادة من التحولات الإقليمية المختلفة التي تشهدها المنطقة العربية والمتوسطية. ويُنتظر أن يزور وفد عسكري تركي المغرب لاحقاً لبحث التعاون الأمني والعسكري لمحاربة الإرهاب والجريمة. وأعرب أردوغان عن أمله في تقوية الروابط مع المغرب من خلال إنشاء مجلس تعاون استراتيجي يشمل المجالات الثنائية كافة، وعلى رأسها التعاون الاقتصادي والتبادل التجاري والاستثماري بإشراك القطاع الخاص. وقال «يرافقني هنا عشرات من رجال الأعمال يمثلون 85 شركة بحجم أعمال يزيد على 45 بليون دولار»، ودعا إلى حل المشاكل العالقة لتحسين دور القطاع الخاص في علاقات البلدين، والاهتمام بالاستثمار المشترك في قطاعات مثل الطاقة والزراعة والصناعة والنقل والبحث العلمي، والانفتاح على التجارب الناجحة في البلدين. ووصف رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بن كيران علاقات بلده مع تركيا ب «الممتازة» في جميع المجالات، ولها جذور تاريخية وثقافية وروحية عميقة، وتطلعات اقتصادية وتجارية ثنائية كبيرة، أو في إطار الاتحاد من اجل المتوسط والحوار اليورو متوسطي. ودعا الشركات التركية إلى الانفتاح على القارة الإفريقية عبر المغرب، وتمكين الشركات المغربية من التوسع في مناطق البلقان والقوقاز وأوروبا الوسطى، لافتاً الى أن المجالات المتاحة هي أكثر بكثير مما تحقق في مجال التعاون الاقتصادي والتجاري. وأكد وزير الصناعة والتجارة والتقنيات الحديثة محمد عمارة ل «الحياة» أن الصادرات المغربية إلى تركيا لا تغطي سوى ثلث الواردات منها، كما أن الاستثمارات التركية تظل ضعيفة ولم تتجاوز 32 مليون درهم من أصل 32 بليوناً سجل في النصف الأول من السنة. وقال: «الحكومة المغربية أبلغت الجانب التركي بهذا الخلل الاقتصادي والتجاري. وتعتبر أنقرة من بين شركاء المغرب الأساسيين إلى جانب الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول إعلان اغادير العربية التي تتمتع بامتيازات جمركية في المغرب.