اتجهت الأنظار هذه المرة إلى باكستان، من أجل الإضاءة على «أسبوع موضة» من نوع آخر، هو أسبوع موضة مخصص «للرجال فقط». لا مكان للعارضات أو المصممات أو حتى الحضور من الجنس اللطيف، هو عرض مخصص مئة في المئة للرجال. مجموعة من المصممين الناشئين تجمعوا في كراتشي ليقدموا في يومين تصاميم مختلفة للرجال. فعالية وجد فيها عدد من المصممين فرصة لفتح الباب أمامهم على وجهتين، الأولى من أجل التفاعل مع العالم والانفتاح على علاقات تؤسس لعمل أكثر تفاعلاً وإنتاجية، وبالتالي دقّ باب العالمية، والثانية تقديم خيارات للزبون الباكستاني المحلي، الذي اعتاد على قميص طويل الأكمام وسروال واسع. مجموعة متميزة من التصاميم تمزج بين الثوب الباكستاني التقليدي والتصاميم العصرية، تتالت في العروض على الخشبة، بألوان مبهرة أحياناً، وتصاميم أقرب إلى الروايات التاريخية أحياناً أخرى، ليبدو العارض في أحيان كثيرة «شهريار» عصرياً، مفعماً بالحيوية، تشكل الإكسسوارات والحلي جزءاً أساسياً من إطلالته. تصاميم «الناشئة» في باكستان، خرق «أنيق» للثوب التقليدي، أوجدت أرضية مشتركة مع التصاميم العالمية، فقرّبت القميص الطويل من السترات بقصّاتها المتنوعة، كما أن المصممين ذهبوا أبعد من ذلك في تقديم العارض بوجه «شبابي» مختلف، فأتى جريئاً حين تخلى عن قميصه وخرج مكشوف الصدر، أو اليدين. الحرير، الشيفون، الأقمشة القطنية... وغيرها ظهرت في أسبوع الموضة الباكستاني المخصص للرجال، حيث دخلت القصات الضيقة على السراويل، من دون أن تؤدي إلى اختفاء السراويل الفضفاضة التي تعتبر من أبرز ما يميّز الثوب الباكستاني. ومن اللفة على الرأس انطلق المصممون إلى تقديم القبعات، وعلى رغم التنوع الكبير في التصاميم المقدمة من موديلات وألوان إلاّ أنها بدت منسجمة، من أجل الهدف المنشود في التقارب مع الخارج. ألوان متعددة انطلقت في أحيان من الأبيض، لتصل إلى نقوش صاخبة الألوان، تحاكي الرجل الأكثر جرأة الذي يعمد إلى الظهور «بقوة». بدت العروض متناسقة مع السياق العام، أقرب إلى العالمية من كونها تقليدية ومحصورة في عباءة ثوب تقليدي لبلد أو منطقة. نجح المصممون في ما رنوا إليه بأن يقتربوا خطوة من الاندماج مع آخرين، أبعد من الحدود الجغرافية أو الثقافية التقليدية لبلد واحد. في أسبوع الموضة في كراتشي، يصعب تحويل النظر عن الخشبة، حتى في المرة التي أبقت على النساء «خارجاً»، وإن لم يعطِ المنظمون حجة قوية لاستبعاد المرأة، فقد سجلوا موقفاً من دون شك أن بإمكانهم خطف الأنظار إلى ما يقدمونه، من دون الوقوع في فخ «استجداء» مكان على خريطة الموضة.