إسلام أباد - أ ف ب - تحرر أسبوع الموضة الاول في إسلام أباد من الطابع المحافظ جداً للمجتمع الباكستاني، موجهاً أنظاره الى الغرب مع تنانير قصيرة جداً وصداري مقورة، في خطوة جريئة يأمل المصمّمون من خلالها جذب الأجنبيات. ففي هذا البلد الذي تصدر العناوين في السنوات الاخيرة بسبب الاقتصاد المنكوب والفقر والعنف، تحاول مجموعة من المصممين المحليين إطلاق صناعة الموضة باستنادهم الى تقليد محلي قديم ومتين في صناعة النسيج. وفي تيار معاكس للنزعة المحافظة التي تسجَّل في البلاد، نظم هؤلاء في نهاية الاسبوع الماضي اول «اسبوع موضة» في إسلام اباد تضمن أربعة أيام من عروض الأزياء وراء أسوار فندق «سيرينا»، احد الفنادق الفخمة التي تخضع لإجراءات أمنية مشددة في المدينة. ويقول طارق أمين، أحد أشهر مصممي الازياء في البلاد، إن «أحد أهدافنا يتمثل بإعادة الأطراف الشارية الأجنبية الى البلاد». ويضيف: «في ظل الظروف الراهنة من الصعب عليهم ان يذهبوا الى لاهور (شرق) او كراتشي (جنوب). وفي إسلام أباد تتواجد السفارات، والأمن مستتب أكثر فيها». على منصات العرض تمر عارضات محليات وهن يرتدين أردية فضفاضة مطرزة بعناية ومرصعة بحليّ ذهبية ولآلئ. إلا ان ما يلفت الأنظار هي الملابس الأخرى الجريئة والقصيرة، فثمة تنانير قصيرة جداً بكشاكش وصدرية ذهبية ولازوردية اللون مكشوفة الكتفين، وبزة اخرى يمكن من خلالها رؤية البطن. ويريد المصممون من خلال ادخال «طابع غربي» على قصاتهم، ان يضمنوا نجاحهم في الخارج، مع ان ذلك قد يثير غضب الاوساط الدينية النافذة. ويقول طارق أمين: «لا يمكن بيع الغربيين الشلوار قميص» وهو عبارة عن رداء تقليدي طويل. وتفيد الحكومة ان صناعات النسيج تشكل 60 في المئة من عائدات الصادرات الباكستانية، وهي تالياً من نقاط الارتكاز الرئيسية لتحسين الاقتصاد، الذي لا يزال مترنحاً منذ الفيضانات الكبيرة العام الماضي. وعلى مدى اربعة ايام، عرض 32 مصمماً تصاميمهم، وبعضها يليق به ان يعرض في لندن ونيويورك وباريس وميلانو، إلا أن الحضور كان بغالبيته باكستانياً. لكن في باكستان لا تجرؤ النساء على ارتداء ملابس غربية «الا في المناسبات والحفلات الخاصة» على ما يفيد احد المهتمين الأجانب القلائل، الايراني سهيل مازيناني، مشيراً الى ان الامر كذلك في بلاده ايضاً. ويدعو مازيناني الى التحلي بالصبر، وهو يقول واصفاً ما حدث في إسلام اباد بأنه «مولود جديد. لكن في غضون سنة او سنتين قد تزداد أهميته، وقد يأتي عدد اكبر من الشارين». ويعتبر باكو دي خايميس، مؤسس المنظمة غير الحكومة «وورد فاشن» التي تحاول ضم دول فقيرة الى سوق الموضة المربح، ان الموضة هي محرك أساسي للنمو في دول مثل باكستان. الا ان ايجاد موقع في السوق ليس بهذه السهولة، إذ تشير زهرا خوكار، وهي مصممة ازياء تبلغ الخامسة والعشرين أنشأت مع والدتها ماركة «ديبا اند زوي»، الى ان «باكستان لم تعد رخيصة كما كانت في الماضي، فالاسعار ترتفع، من المواد الاولية الى كلفة اليد العاملة، كما في كل ارجاء العالم، لذا لا يمكننا توقع أرباح ضخمة».