اعتبر عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالله المنيع أن الرقية الشرعية للحيوانات بالقرآن الكريم من الخرافات التي لا يجوز إطلاقها، إذ لا توجد رقية شرعية على الحيوانات، بينما تجوز الرقية الشرعية على الإنسان، مؤكداً أن الرقية الشرعية سبب للشفاء فقط. ويأتي ذلك بعد أن تم تناقل وسائل التواصل الاجتماعي مقطعاً يظهر قراءة الرقية الشرعية على أحد القطط، وذلك بحجة تناوله سحراً مع الطعام، وتم إخراجه بقراءة القرآن والرقية الشرعية. وأوضح الشيخ عبدالله المنيع خلال حديثه إلى «الحياة» أن حصول السحر على الحيوانات وتأثرها به من الألاعيب والخرافات، ويتم من خلال تلك القصص التأثير على عامة الناس، مشيراً إلى أن بعض القصص تهدف إلى أكل أموال الناس بالباطل، وتصديق المشعوذين في ذلك. وأضاف: «أعطى الله للناس عقولاً يدركون بها، ومنحهم البصيرة، فلماذا يتجهون إلى تلك الترهات والخرافات، وما دخل الحيوانات في هذه المواضيع، والتي هي من الألاعيب الشيطانية التي يتم من خلالها اللعب على العقول، فيجب علينا الارتقاء بأفكارنا وعقولنا، والبعد عن المشعوذين الذين يأكلون أموال الناس بالباطل». ولفت المنيع إلى وجوب الاقتصار على الرقية الشرعية، والتي وردت في القرآن الكريم والسنة النبوية، وتضمنت قراءة سورتي الفلق والناس، وذلك لعلاج المرضى من البشر، إذ لا توجد رقية شرعية للحيوانات، مفيداً بأن الرقية الشرعية سبب فقط للشفاء، وأن الشافي هو الله. وأكد وجوب تطهير عقيدة الناس وعقولهم من الترهات، والتفاهات على حد قوله، مضيفاً: «يجب ألا نخضع لها، والالتجاء إلى الله عز وجل القادر على إعطاء الخير ومنع الشر، والقادر على الشفاء الكامل، الذي بيده ملكوت كل شيء، أما هؤلاء المدعون فما هم إلا شياطين يلعبون بعقول الناس». من جهته، أكد الراقي الشرعي عدنان محجوب ل «الحياة» أن «مقطع اليوتيوب» الذي تظهر فيه قراءة الرقية الشرعية على القط، بأنه شرب من ماء فيه سحر، أو أكل من طعام وضع فيه نوع من السحر، أو أن يكون القط يعاني نوعاً من أنواع «المس»، مبيناً أن قيء القط ما في جوفه من السحر عند قيام الراقي بالقراءة أمر وارد. وأضاف: «الاحتمال الآخر أن يكون هذا المقطع لقط مريض أصلاً، وتم تصويره، وتركيب صوت الراقي عليه للتغرير بالناس، إذ لا يوجد ما يسمى برقية الحيوانات، كأن يأخذ الشخص قطة، أو كلباً ويقوم بالقراءة عليه». بدوره، أرجع المدير العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكةالمكرمة سابقاً الدكتور أحمد الغامدي المقطع المتداول إلى حب الكثير من الرقاة للغرابة، والأمور غير العادية، مبيناً أن ذلك يأتي في تضخيم الأمور، وإعطائها صوراً غير حقيقية، بناء على أمور وهمية، وذلك من باب الكذب على الناس، وأكل أموالهم بالباطل. وأشار خلال حديثه إلى «الحياة» إلى أن مسألة ابتلاع القطة للسحر واستخراجه منها هو أمر مجهول يعمق الخرافة، والخزعبلات في عقول الناس، مضيفاً: «إن تلك الخرافة تمنح الرقاة نوعاً من الهالة والتضخيم، وتكسبهم شيئاً من القداسة، بينما النافع والضار في الحقيقة هو الله عز وجل». وزاد: «لا يوجد ما يسمى بتلبس الشيطان للإنسان، إذ لا يوجد دليل على إمكان تلبس الشيطان للإنسان، ولا دليل على دخول بعض الجن في الإنس، حتى ولو كان بعض السلف قد روى ذلك، إذ لا برهان على ذلك لا من القرآن، ولا من السنة». «عضو مجْمَع الفقه»: تجوز رقية «الحيوانات» المصابة ب «العين» و«السحر»! أكد أستاذ السياسة الشرعية والأنظمة المقارنة والخبير في مجْمع الفقه الإسلامي الدولي البروفيسور حسن سفر ل «الحياة» أن الحيوانات قد يتملكها شيء من العين والحسد، خصوصاً إذا كانت من الحيوانات الأليفة كالقطط وغيرها، موضحاً أن الرقية الشرعية في تلك الحال تجوز شرعاً، كما يجوز العلاج عند الطبيب البيطري. وقال: «إن السحر وردت فيه نصوص من القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة، ويصاب به الإنسان والحيوان على حد سواء، خصوصاً حيوانات البيت الأليفة كالقطط، فمن باب الرفق بالحيوان يمكن علاجه بأية طريقة من الطرق، حتى ولو كانت الرقية الشرعية، قياساً على أنه في حال كان مريضاً فسيتم عرضه على الطبيب البيطري». وشدد على أن العلاج بالرقية الشرعية جائز شرعاً ولا يجوز الذهاب أو اللجوء إلى الكهنة والعرافين، واستخدام السحر والطلاسم المنهي عنها، لافتاً إلى ضرورة الابتعاد عن بعض الرقاة الذين يحرصون على الشهرة والكسب المادي، وذلك من طريق الترويج لقراءاتهم والطرق الأخرى الغريبة.