مع اقتراب موعد الانتخابات الاشتراعية التونسية الأحد المقبل، تحتدم بين الإسلاميين والعلمانيين للفوز بأكبر عدد من المقاعد في البرلمان المقبل، إلا أنه يبدو أن الحملة الانتخابية لم تخل من التجاوزات والشوائب، التي كان استخدام المال السياسي أحدثها، إذ أقرّ رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار باستخدام «المال السياسي في تمويل الحملات الانتخابية»، موضحاً أن الهيئة اتخذت إجراءات قانونية للتصدي لهذه الخروقات، إضافةً الى التدقيق في مصاريف الحملات بعد إعلان النتائج. وتجري الحملة الانتخابية وسط تخوفات من سيطرة المال السياسي على عملية الاقتراع، إذ يشارك في الانتخابات الاشتراعية والرئاسية عدد من رجال الأعمال. وأبدت أوساط حقوقية خشيتها من أن بعض الأحزاب سيستعمل الأموال لشراء الأصوات. وتنطلق حركة «النهضة» الإسلامية (الكتلة الأكبر في البرلمان الحالي) بحظوظ وافرة في الفوز بالكتلة النيابية الأكبر، في مقابل صعود لحركة «نداء تونس» العلمانية. على صعيد آخر، أكد الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية بلحسن الوسلاتي سقوط قتلى وجرحى خلال المعارك مع المجموعات الإرهابية التي تتحصن في الجبال الغربية، فيما أعلن وضع الجيش في حالة تأهب تحسباً لأعمال «إرهابية» محتملة خلال الانتخابات الأحد المقبل. وقال الوسلاتي في مؤتمر صحافي أمس: «عززنا منذ أكثر من شهر (تمركز) قواتنا (داخل البلاد وعلى الحدود) تحسباً لأي طارئ». وقال إن المجموعات المسلحة لا زالت تمثل تهديداً جدياً للأمن القومي التونسي، مشيراً إلى أن الوحدات الأمنية والعسكرية تمكنت في الآونة الأخيرة من اعتقال «عنصر إرهابي خطير» كان يتلقى العلاج في إحدى المستشفيات الخاصة، والقبض على 4 مسلحين في جبال محافظة القصرين الحدودية مع الجزائر. أما بشأن تأمين الانتخابات، قال الناطق العسكري إن «كل أفراد القوات المسلحة مجندون لتأمين الانتخابات» من دون إعطاء أرقام.وأفاد بأنه تم استدعاء جيش الاحتياط. في سياق متصل، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزم بلاده «على مواصلة تقديم الدعم اللوجستي لقوات الأمن والجيش التونسيين لتمكينها من تطوير قدراتها فى مكافحة الإرهاب». وعبّر الرئيس التركي خلال لقائه وزير الخارجية التونسي المنجي الحامدي في أنقرة أول من أمس، عن أمله فى أن «تكلل الانتخابات التونسية وعملية الانتقال الديموقراطي بالنجاح حتى تتمكن تونس من تحقيق التطلعات التي يصبو إليها شعبها في الازدهار والنمو والتقدم».