أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس من طهران أن بلاده تخوض حرباً مع «إرهابيين يهددون المنطقة ويريدون شق صفوف المسلمين»، وذلك إثر محادثاته مع كبار المسؤولين الإيرانيين. والتقى العبادي الرئيس الإيراني حسن روحاني ونائب الرئيس إسحاق جهانغيري ومرشد الجمهورية علي خامنئي. وقال إن «تهديد الإرهاب سيشمل كل الدول في المنطقة». وأضاف إن «العراق لا يحارب الإرهاب فقط، إنما هي حرب شاملة مع كل هذه المجموعات»، في إشارة إلى تنظيم «الدولة الإسلامية»، ومقاتلين متطرفين آخرين مثل «جبهة النصرة». وأضاف التنظيم «يشكل تهديداً للمنطقة والمجموعات الإرهابية تحاول خلق انشقاق بين الشيعة والسنة». وكان العبادي رفض قبل الزيارة انتشار جنود أجانب «من قوة عظمى او ائتلاف دولي» على الاراضي العراقية للمساهمة في مكافحة «داعش» الذي يسيطر على مناطق عراقية عدة، بما فيها محافظة ديالى الحدودية مع إيران. يذكر أن ايران رفضت المشاركة في الائتلاف الدولي ضد «داعش» ودعت الى مساعدة إقليمية للحكومتين العراقية والسورية، وأكدت أن الغارات الجوية غير كافية. وتعتبر زيارة العبادي أيضاً سياسية، إذ إنه بعد اسابيع من أزمة حول رفض رئيس الوزراء السابق نوري المالكي التنحي عن الحكم، وما تلا ذلك من مشاورات معقدة في بلد تنخره الانقسامات، وافق البرلمان في 8 أيلول (سبتمبر) على حكومته. وأفاد التلفزيون العراقي أن زيارة العبادي لإيران تستغرق يوماً واحداً وتندرج في إطار مساعيه «لتوحيد جهود المنطقة والعالم بمساعدة العراق في حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي». واستبقت الناطقة باسم الخارجية الإيرانية رضية أفخم لقاءات العبادي، معلنة أن طهران تولي أهمية خاصة للزيارة، ومؤكدة دعم بلادها «وحدة وأمن وتنمية البلد الجار». وتوجه بعض الأطراف العراقية والدولية أصابع الاتهام الى طهران في تدخلها المباشر في شؤون العراق الداخلية والخارجية، كما تحدث بعض تلك الاطراف عن وجود مقاتلين من «فيلق القدس»الإيراني يقاتلون في العراق الى جانب قوات «الحشد الشعبي» و «البيشمركة» في الشمال. لكن القنصل الإيراني في محافظة كربلاء شكر الله طاهري نفى ذلك، مؤكداً عدم مشاركة بلاده بطائرات أو قوات برية في الحرب ضد تنظيم «داعش» في العراق .وقال إن بلاده «لم ترسل طائرات لقصف مواقع داعش، ولا قوات من الحرس الثوري، ومشاركتنا اقتصرت على إرسال خبراء لمساعدة القوات الأمنية العراقية مع بعض المساعدات اللوجستية». وأوضح أن «هذه المشاركة جاءت بناء على طلب رسمي قدمته الحكومة العراقية إلى إيران منذ منتصف حزيران الماضي»، وكانت بعض المواقع نشرت صوراً نادرة لقائد «فيلق القدس» قاسم سليماني إلى جانب مقاتلين عراقيين يقاتلون «داعش»، سيما اثناء معركة آمرلي التي نجحت قوات الحشد الشعبي بقياد رئيس «منظمة بدر» هادي العامري في فك الحصار عنها.