انقسمت عائلة امرأة أميركية قتلت في سورية بين قول الابنة إن أمها «ليست إرهابية» وتأكيد والدها أنه أبلغ مكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) ب «قلقه» في شأن ابنته، في المقابل أعرب أصدقاء شاب بريطاني قتل معها بأنهم «صدموا» لدى سفر «الفتى الشجاع» إلى سورية. وكانت وسائل إعلام رسمية سورية أفادت أن نيكول مانسفيلد، وهي أم وحيدة من مدينة فيلنت بولاية ميشيغان قتلت مع شخصين آخرين في كمين نصبته القوات الحكومية السورية لمعارضين في ريف إدلب في شمال غربي البلاد. وبث التلفزيون السوري لقطات لجثة المرأة التي كانت ترتدي حجاباً كاملاً أسود اللون وصورة لبطاقة هويتها، قائلاً إنها كانت ضمن مجموعة متطرفة نصب لها كمين. وعرضت وسائل الإعلام السورية أيضاً جواز سفر رجل بريطاني يدعى علي المناسفي (22 سنة). ونقلت صحيفة «غارديان» البريطانية عن ضابط في الجيش السوري قوله إنه يعتقد أن الشخص الثالث الذي قتل كندي لأن هاتفه المحمول مبين عليه العديد من المكالمات إلى كندا. وقالت مصادر أمنية إنه لم يعرف ما الذي كانت تفعله مانسفيلد والمناصفي أو أي جماعات المعارضة المسلحة التي كانا معها. وقال غريغوري والد نيكول ل «سي أن أن» انه اتصل بمكتب التحقيقات الاتحادي قبل ثلاث سنوات، بعدما أدلت ابنته بتصريحات في شأن إسرائيل خلال تجمع للعائلة في إحدى المناسبات. وأضاف: «كل ما أعرفه هو أنني ذهبت لمكتب التحقيقات الاتحادي في شأن مخاوفي. وأعرف أنهم تابعوا لأنهم كانوا يتابعوها لفترة. كانوا يحتاجون لسحب جواز سفرها ثم لم يحدث ذلك». وقالت متحدثة في المكتب الميداني لمكتب التحقيقات الاتحادي في واشنطن أن مكتب التحقيقات «يبحث الموقف الذي حدث في سورية». في المقابل، كتبت تريانا ابنة نيكول على صفحتها في «فايسبوك» أمس: «أمي ليست إرهابية. ذهبت إلى هناك لسبب غير معروف. لكني أعتقد أنها أجبرت على البقاء» في سورية. وقالت كارول مانسفيلد جدة المرأة أنها غير مقتنعة بأن حفيدتها كانت في سورية ل «القتال»، على رغم أنها قالت لها «وجهك يبدو كأفعى» بعد تحولها للإسلام وارتدائها الحجاب. وكانت نيكول مانسفيلد التي كانت تعرف باسم «نيكي» في العائلة تركت الدراسة في المرحلة الثانوية وأصبحت أماً في سن المراهقة ونشأت كمعمدانية. وقال أقارب إنها بدت تائهة وكانت تريد سبباً كي تعيش له. وفي أواخر العشرينات من عمرها وبعد زواج فاشل اعتنقت الإسلام بعد لقاء مسلمين على الإنترنت. وقالت عائلتها إنها كانت تذهب لمسجد محلي، لكنها لم تظهر عليها علامات التطرف. وتزوجت من مهاجر مسلم بعد اعتناقها الإسلام، لكن أفراد عائلتها قالوا إنهم لم يلتقوا بهذا الرجل على الإطلاق ولم تحدثهم نيكول عنه أبداً. وقالت كارول: «لا أعتقد أبداً أنهم حتى عاشوا معاً. كان لغزاً. لم يكن أحد يعرف أي شيء عنه». وكان متحدث باسم الخارجية البريطانية أكد مقتل مواطن بريطاني، قائلاً: «تم إبلاغ عائلته ونحن نقدم المساعدة القنصلية». وبحسب قناة «آي تي في» التلفزيونية البريطانية فان الشاب غادر منزله قبل أربعة أشهر ولم يعد. وأضافت أن أصدقاء الشاب «صدموا» عندما عرفوا أن صديقهم الذي وصفوه ب «الفتى الشجاع» ذهب إلى سورية.