أكد عضو لجنة المناصحة، رئيس قسم الدراسات المدنية في كلية الملك فهد الأمنية الدكتور محمد النجيمي أن برامج المناصحة مستمرة مع عدد من الموقوفين أمنياً، ولن تتأثر بمحاولة الاغتيال الفاشلة لنائب وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف. وقال ل «الحياة» إن برامج المناصحة لم توجد لتبرئ أحداً من فعل يتوجب عليه محاكمته قضائياً، لكنها «وضعت لتبرئة الذمة أمام الله في حوار المقبوض عليهم، ولمقارعة الفكر بالفكر». وشدد على أن البرامج لا تعفي من المحاكمات التي تقام لمن عليها قضايا أمنية لدى وزارة الداخلية. وأضاف: «لا يعني محاورتهم أننا متسامحون، لكننا نتعامل معهم وفق حقوق الإنسان ولا نعفيهم مما ارتكبوه من جرائم». ولفت إلى أن برامج المناصحة تركز على الدهماء منهم (السواد الأعظم) ممن ليس له جرائم مباشرة وتحاور من لديه تعاطف معهم أو على علاقة غير مباشرة. وكانت مجلة «نيو ريببلك» الأميركية نشرت تقريراً ذكرت فيه أن إدارة الرئيس أوباما تعتزم نقل عدد من المعتقلين العرب في سجن غوانتانامو إلى السعودية تمهيداً لإغلاق المعتقل وترغب في الاستفادة من برامج التأهيل التي تقوم بها السعودية مع المطلوبين أمنياً. وربط النجيمي بين محاولة الاغتيال واعتقال 44 مطلوباً قبل أسبوع من قيادات القاعدة، واعتبر أن المحاولة الأخيرة «تعبر عن حال من اليأس لدى القاعدة، فهي لم تعد تملك قوة ميدانية على أرض الواقع من عمليات تفجيرية أو أحزمة ناسفة، كما أنها تدل على تراجع كبير في القيادات الميدانية، ما دفعها إلى الاعتماد على الجانب التقني الذي يستخدم عادة مع قلة العداد والعدة». لكنه حذر من التساهل معهم في المرحلة المقبلة. وقال: «لا يجوز أن نعتقد أن الفكر الإرهابي قد انتهى، وأن المفكرين والمنظرين قد تلاشوا، فما تزال هنالك خلايا نائمة يجب مواصلة القضاء عليها من خلال محاربتها بالتغيير السريع وقراءة تكتيكات العدو الجديدة». وتوقع النجيمي أن تصدر القاعدة خلال الأيام المقبلة بيانات عن الحادثة محذراً من التعامل معها، ومشيراً إلى وجوب قراءتها أمنيّاً وسياسياً لنعرف استراتيجياتهم المقبلة للقضاء عليها في خطوة استباقية. وشبه ما تعرض له الأمير محمد بن نايف بما وقع للقائد الميداني الأفغاني أحمد شاه مسعود حين اغتيل من جماعة طالبان من دون أن يفتش لتقع بعدها دولة أفغانستان في كارثة كبيرة، بينما «الله لطف بهذه البلاد وحمى إحدى أهم الشخصيات الأمنية والسياسية في البلد»، على رغم أن الأمير لم يقم حرسه بتفتيش من حاول الاعتداء عليه، مطالباً بمزيد من الاحترازات الأمنية لحماية رموز الدولة من التعرض للخطر.