كشف رئيس الوزراء المصري إبراهيم محلب أن هناك أكثر من 40 مشروعاً استثمارياً جاهزاً للعرض على القمة الاقتصادية المرتقبة أوائل العام المقبل، مركزاً على أهمية المساعدات الخليجية التي ساندت الاقتصاد المصري بعد عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، لافتاً إلى "وحدة الأمن والمصير بين الخليج ومصر". وتوقع محلب في حديث اليوم الثلثاء إلى "رويترز" على هامش "قمة رويترز للاستثمار في الشرق الأوسط" أن يجتذب مؤتمر شرم الشيخ في شباط (فبراير) المقبل استثمارات "أكبر مما يتخيله العالم"، قائلاً إن المشروعات العملاقة مثل مشروع قناة السويس الجديدة وليس السياسات الانكماشية هي السبيل لإنعاش الاقتصاد لخلق وظائف جديدة. وأضاف محلب أنه فضلاً عن مشروع قناة السويس الجديدة ومحور التنمية، شرعت مصر في مشروع عملاق لمد 3400 كيلومتر من الطرق الجديدة، بتكلفة إجمالية 34 بليون جنيه (4.75 بليون دولار)، ومشروع آخر لاستصلاح مليون فدان بالتكلفة نفسها وممول من خزينة الدولة. وفي مقابلة أخرى مع "رويترز" بعد ساعات من انفجار قنبلة أسفر عن سبعة قتلى من مجندي وضباط الجيش في سيناء، أكد محلب إن بلاده لا تنوي تقديم مساعدة عسكرية مباشرة إلى الولاياتالمتحدة في حربها على تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق وسورية، حتى إن كان القصف الجوي الأميركي غير كاف لهزيمة التنظيم، إلّا إذا هدّد الدول العربية الخليجية الحليفة للقاهرة. وأوضح أن "مصر تعطي الأولوية لضمان الاستقرار في الداخل، حيث يواجه المسؤولون الأمنيون إسلاميين متشدّدين ينشطون في شبه جزيرة سيناء، ويعتبر المسؤولون المصريون المتشدّدين في ليبيا المجاورة تهديداً خطيراً، مضيفاً أنه "بالنسبة إلى الجيش المصري، فإن أهم شيء هو حدوده واستقرار بلاده وحماية بلاده"، مشدداً على أن مصر لا تريد التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولكنه أكد أن "أمن الخليج هو أمن مصر وإن أمن مصر هو أمن الخليج". وتلقّت مصر بلايين الدولارات في صورة منح وقروض ومنتجات بترولية من السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت، منذ أن عزل الجيش الرئيس السابق محمد مرسي في تموز (يوليو) عقب احتجاجات حاشدة على حكمه. وكانت المساعدات بمثابة شريان حياة للاقتصاد المصري، لكن الحكومة تسعى أيضاً إلى إجراء إصلاحات طال انتظارها. وقال محلب إن "دعم الأشقاء بعد 30 يونيو (عزل مرسي) كان له تأثير إيجابي فعلاً في مساندة الاقتصاد المصري. هناك وحدة مصير بين الخليج ومصر. لكن مصر لن تستمر اطلاقاً في العيش على الدعم..لا يمكن". وتابع: "مصر فيها من الثروات ومن الإمكانيات ومن مواردها البشرية ما يجعلها مع حكم رشيد دولة قوية اقتصادياً. ليس في الخطة اطلاقاً استمرار المعونات". وعن أبرز مشاغله وأولوياته قال رئيس الوزراء إن "أهم ما يشغلني، هو توفير فرص العمل للشباب والحد من البطالة وعودة الأمن إلى الشارع المصري ومواجهة الإرهاب." وأضاف "نحن مصرّون على الإصلاح... ليس مجرد عملية تجميل ولكن نصلح من الجذور لأننا لم نعد نملك رفاهية البناء على أساس خطأ".