يحرص الخمسيني أحمد جلال المهندس المتقاعد في الطيران المدني على أن يوجد في وقت العصر ليعلن فتح أبواب محله الصغير الذي لا تتجاوز مساحته السبعة أمتار، كل يوم لبيع القطع و«الأنتيكات» الأثرية في الجزء الشمالي الشرقي لمدينة جدة، بجانب متحف عبدالروؤف خليل الموازي لطريق الملك فهد. ووسط كمية كبيرة من القطع الأثرية و«الأنتيكات» وبعض المستلزمات المنزلية التي لا تزال تعمل، يقف جلال بين ما جمعه خلال ال10 سنوات من جميع أنحاء العالم، ليبيع ما اشتراه أو ما توسط في عملية بيعه، وسط ركود شبه دائم على سوق الأدوات التراثية، ويؤكد جلال ل «الحياة» أن أكثر زبائنه من المواطنين الهاوين لجمع القطع والأدوات القديمة من أجل عرضها في بيوتهم، أو مكاتبهم، أو حتى في المقاهي. وعرف جلال الذي يعمل في جمع وبيع القطع والمواد الأثرية والقديمة «الأنتيكات» بالمواد الأثرية والمستلزمات المنزلية التي لا تزال تعمل، و تحاكي تاريخ مرحلة مهمة، ك«الراديو»، المسجل، اللوحات التعريفية للسيارات قديماً، الكاميرات القديمة، وبعض المخطوطات، إلا أن الأخيرة تعد من أكثر المواد سرعة في البيع نظراً لكثرة طالبيها. وأوضح أن معدل تاريخ القطع الموجودة في محله من 60 إلى 70 عاماً، مستدركاً: « يوجد عندي جهاز تليفون (هندل) يعود تاريخه لأكثر من 120 سنة، اشتريته من وسطاء في الولاياتالمتحدة الأميركية عبر طريق الإنترنت وبعض مواقع الهواة»، مشيراً إلى امتلاكه الأسطوانات القديمة لرواد الأغنية العربية قديماً. وأضاف «لدي جهاز «راديو بيك أب» قديم يرجع تاريخه لأكثر من 70 عاماً، إضافة إلى بعض الصحف، إذ إنني بعت عدداً من أوراق صحيفة «الحياة» الدولية منذ أسبوع، وكذلك أوراقاً لصحيفة الجمهورية المصرية، وعدداً من الكتب القديمة ككتاب لسان العرب لابن منظور الذي صدر من دار صادر القديم، إذ ورثته من والدي الذي اشتراه من تونس قبل أكثر من نصف عقد من الزمن». وأفاد بأن جميع الأدوات في محله استطاع جمعها منذ 10 سنوات، أي بعد تقاعده من العمل الحكومي برفقة صديقه، عن طريق منتديات الإنترنت، أو بالزيارات الشخصية لمالكي القطع والمواد الأثرية، مشيراً إلى أن والده الذي عمل منذ شبابه في مكتبات مكة، ساعده كثيراً في بعض الكتب ذات الطبعات النادرة والقديمة، حتى بات محله مرجعاً لبعض الباحثين والمتخصصين.