في وقت دعا مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون خلال زيارته بكين أمس، إلى تعزيز العلاقات العسكرية مع الصين والتعاون في مجالات حفظ السلام ومكافحة القرصنة والإغاثة من الكوارث، كشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن قراصنة كمبيوتر صينيين اخترقوا تصاميم كثيرة لأسلحة أميركية متطورة وحساسة. وتصرّ بكين على نفي هذا الأمر. وأوردت الصحيفة أن «أجزاءَ لم تنشر سابقاً من تقرير أعدّه مجلس علوم الدفاع لمصلحة وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) ومسؤولين في الحكومة ومؤسسات للصناعات الدفاعية تشير إلى أن بين نحو 20 نظاماً مخترقاً للأسلحة الكبيرة، توجد برامج حساسة تتعلق بأنظمة دفاعات صاروخية أساسية في آسيا وأوروبا والخليج بينها صواريخ «باتريوت باك 3»، ونظام «ثاد» لإسقاط صواريخ باليستية، وأنظمة صواريخ «أيغيس» الباليستية الخاصة بالبحرية». وأضافت أن الأنظمة المخترقة تشمل أيضاً طائرات مقاتلة مثل «أف 18» «أف 35»، أغلى مقاتلة أميركية، و»في 22» و»أوسبري» ومروحية «بلاك هوك»، وسفن مقاتلة بينها «ليتورال» المصممة لتنفيذ دوريات قرب الشاطئ. وكان تقرير سابق كشف تعرض مقاتلات «أف 35» لقرصنة منذ العام 2007. ورغم أن التقرير لم يحدد مدى الاختراقات ووقت حصولها، وإذا كانت استهدفت شبكات الكمبيوتر الخاصة بالإدارة الأميركية أو شركات متعهدة، حذّر خبراء من أن عملية التجسس الإلكترونية منحت الصينيين اطلاعاً مهماً على معلومات متطورة «قد تسرّع عملية تطوير أنظمة الأسلحة الخاصة فيها، ما يقوّض تقدم الجيش الأميركي في أي صراع مستقبلي، وقد يسمح لها بقطع الاتصالات أو إفساد بيانات». ورفض البنتاغون مناقشة لائحة الأسلحة، لكنه قال في رسالة إلكترونية: «يزداد قلقنا من الخطر العالمي للأمن الاقتصادي والقومي الناتج من استمرار عمليات التسلل الإلكترونية، والتي تهدف إلى سرقة ملكيات فكرية وأسرار تجارية وبيانات تجارية، ما يقوّض التقدم التنافسي للشركات الأميركية مثل تلك في صناعات الدفاع». إلى ذلك، أفاد تقرير لشبكة «أي بي سي» الأسترالية بأن «متسللين صينيين سرقوا تصاميم مقر جديد قيد الإنشاء لوكالة الاستخبارات الأسترالية بكلفة 630 مليون دولار، في إطار موجة متزايدة من الهجمات الإلكترونية على شركات وأهداف عسكرية للبلد الحليف للولايات المتحدة». وأضافت أن «المتسللين سرقوا معلومات سرية من وزارة الشؤون الخارجية والتجارة التي تضم جهاز الاستخبارات السرية الأسترالية الذي يشرف على التجسس في الخارج، واستهدفوا شركات في البلاد بينها شركة «بلوسكوب ستيل» لصناعة الصلب وشركة «كودان ليمتد» لصناعة أجهزة الاتصال العسكرية والمدنية. ووصف حزب الخضر النافذ التسلل بأنه «خطأ أمني» داعياً إلى إجراء تحقيق، فيما لم تؤكد الحكومة الاختراق، وقال وزير الخارجية بوب كار إن «التقرير لن يضر بعلاقات أستراليا مع الصين»، أكبر شركائها التجاريين.