يستعد الفنان التشكيلي الفلسطيني بشار الحروب لعرض عمل تركيبي من 60 قطعة كولاج، وعمل آخر بعنوان «عتبة» هو فيديو تركيب، في مؤسسة الفنون المعاصرة في لندن خلال حزيران (يونيو) المقبل، ضمن مشروع «الطريق تأخذني وأنا أريد» الذي يعتمد على جمع مقتنيات للفنان خلال يومياته في العاصمة البريطانية لندن في وقت سابق، وقد انجز اعمالاً فنية مما جمعه، وأدرج هذه المقتنيات في سياق يومياته البصرية التي تشتبك مع الاحداث السياسية والانسانية. ذهب الحروب في اعماله الى استخدام ادوات العصر في تقديم افكاره بطرق بصرية حديثة ومعاصرة. يقول: «حاولت في مشاريعي التركيز على قضية البحث في الذات وعلاقتها بالذكريات، وإسقاط هذه في مكان ليس بفضاء عام وإنما يحمل خصوصية ذكريات آخرين». ويضيف عن مشروعه الجديد: «اعمل لاستحضار ذاكرة شخصية في مكان لا تربطني به اي علاقة وإنما يحاكي قصص اماكن كانت تربطني بها علاقة ذاتية، حيث يطرح الذكريات وينقلها من الفضاء الخاص الى العام ويشارك الآخر فيها كذكريات تخصه او يحاكيها». وفي «الطريق تأخذني وأنا اريد» يعمل على «نقل الفعل العادي اليومي من سياقه العام الى الخاص، من خلال تجميع قصاصات وأوراق اجمعها يومياً في شكل عشوائي من اماكن ازورها وأمر بها لتصبح بعد ذلك جزءاً من ذاكرة شخصية ممثلة بكولاج بصري يومي ارتبطت بفعل، وهذا الفعل ارتبط بزمان ومكان لتصبح يوميات ومفاتيح لذاكرة في مكان ما. هنا احاول ان أخلق القيمة». اما المشروع الآخر بعنوان «عتبة» وهو فيديو انشائي، فيعكس العمل القائم على استحضار ذاكرة من مكان الى مكان آخر. ويوضح الحروب فكرته بقوله: «وجدت بيتاً له القصة نفسها في لندن، يشبه بيتي في فلسطين، فعملت لنقل احساسي الشخصي الى احساسي العام، لطرح تساؤلات حول المكان والتغيرات التي تطاوله، وكان الهدف أنسنة البيت من خلال ذاكرتي». تناقش اعمال الحروب فكرة الذاكرة والمكان والهوية الذاتية: «علاقتي مع الذاكرة سببها التحوّلات التي نعاني منها في فلسطين، وتسليط الضوء على التغيرات التي يحاول الاحتلال الاسرائيلي فرضها علينا... من خلال اعمالي الفنية البصرية احاول مجابهة الاحتلال، وتقديم صورة عما يعانيه الانسان الفلسطيني، فيما يشهد العالم محاولات لمسح الهوية والثقافة الذاتية للفرد او للشعوب». يذكر أن بشار الحروب فنان وأكاديمي فلسطيني من مواليد القدس، حصل على أهم جائزة للفنون البصرية على مستوى آسيا، هي الجائزة الأولى في «بينالي الفن الآسيوي الخامس عشر» الذي ينظم في بنغلادش، وشاركت فيه هذا العام 48 دولة آسيوية، وأكثر من 300 فنان.