أعلنت حكومة إقليمجنوب السودان الذي يتمتع بحكم ذاتي مقتل 43 شخصاً، بينهم 8 جنود، وجرح أكثر من 60 آخرين، إثر تجدد الاشتباكات القبلية في ولاية جونقلي، كما خطف مسلحون فجر أمس موظفين أجنبيين اثنين من قوة الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور «يوناميد»، من مدينة زالنجي في ولاية غرب دارفور المتاخمة للحدود التشادية.وقال حاكم ولاية جونقلي كوال ميانق إن مسلحين من قبيلة النوير هاجموا بلدتي بايام ورينول اللتين تقطنهما قبيلة الدينكا كبرى قبائل الإقليم، «لنهب أبقار وغذاء»، فقتلوا 37 شخصاً بينهم أطفال ونساء وسبعة من قوات «الجيش الشعبي لتحرير السودان» التي تسيطر على الإقليم، وجرحوا أكثر من 60 آخرين بينهم مسؤول محلي، كما هاجموا منطقتين في شمال الولاية وقتلوا مواطنين اثنين وأحد أفراد «الجيش الشعبي». ودعا الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية إلى التدخل لإجلاء الجرحى وإغاثة المتضررين وتوفير الغذاء والمأوى لهم. وأعرب الناطق باسم «الجيش الشعبي» كوال ديم عن أسفه للأحداث الدامية. وقال إن قواته «تدخلت وتمكنت من إرجاع الأبقار التي استولت عليها المجموعة المهاجمة». وأضاف أن الجيش «وجه وحداته الموجودة في أكوبو بالقبض على المعتدين، كما صدرت توجيهات إلى الجيش الشعبي بنزع السلاح من كل المقاطعات». وكان 30 شخصاً على الأقل قتلوا، وخطف 15 امرأة وطفلاً في الثامن من الشهر الجاري في اشتباك بين قبيلتين في شمال منطقة تونغ في ولاية واراب. وفي الأشهر الماضية، قُتل أكثر من 1200 شخص وهُجر الآلاف بسبب المواجهات في جنوبي السودان، إذ فاق عدد القتلى هناك عدد القتلى في إقليم دارفور. وتعود الاشتباكات بين قبائل الجنوب إلى خلافات على الماشية وحقوق الرعي. دارفور وفي تطور لافت، ذكرت البعثة المشتركة الأممية - الأفريقية في دارفور «يوناميد» أن مسلحين خطفوا صباح أمس اثنين من الأجانب يعملان مع البعثة من مدينة زالنجي في ولاية غرب دارفور المتاخمة للحدود التشادية، لكنها لم تحدد جنسية المخطوفين وهما رجل وامرأة. وأكدت أن الخاطفين اتصلوا بها وطلبوا فدية. وقال الناطق باسم البعثة نور الدين المازني ل «الحياة» إنها «لن تكشف عن جنسية المخطوفين قبل أن تبلغ عائلتيهما»، مؤكداً إجراء اتصالات مع الخاطفين «لإقناعهم بالإفراج عن المخطوفين». واعتبر الحادث «تحولاً نوعياً»، موضحاً أنه «للمرة الأولى يُخطف عناصر من البعثة، بعدما كان المسلحون يستهدفون نهب السيارات والمتعلقات الشخصية للموظفين». وعُلم أن رئيس البعثة المشتركة المستقيل رودولف أدادا أرجأ زيارته لليبيا التي كانت مقررة أمس لحضور القمة الأفريقية التي تعقد هناك غداً، من أجل متابعة خطف عنصرين «يوناميد». وتمسك أدادا بموقفه إزاء الأوضاع في دارفور، ودعا المجتمع الدولي إلى اغتنام فرصة الهدوء الذي يشهده الإقليم لتسريع العملية السلمية لإنهاء معاناة سكانه. وقال إن «الوضع الآن لا يدعو إلى الاحتفال، لكن ينبغي السعي إلى اتفاق لوقف معاناة أهل الإقليم». وشدد على ضرورة إنهاء الأزمة بين السودان وتشاد. وفي هذا السياق، قرر الرئيس السوداني عمر البشير المشاركة في قمة زعماء دول الاتحاد الأفريقي التي تكرس لمناقشة النزاعات الإقليمية في القارة، متحدياً قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيفه. وقال مسؤول الشؤون الأفريقية في وزارة الخارجية السفير إبراهيم عبدالكريم إن القمة ستركز على قضية دارفور وتعزيز الأمن في الإقليم من خلال دعم قوات حفظ السلام، ومساعي المصالحة بين السودان وتشاد لارتباطها بالنزاع في دارفور». مستشارون أميركيون من جهة أخرى، كشفت تقارير أمس أن وزارة الدفاع الأميركية تفكر في إرسال مستشارين لمساعدة «يوناميد». ونُقل عن النائب الجديد لمساعد وزير الدفاع الأميركي لشؤون أفريقيا فيكي هدلستون أن الوزارة تأمل في تقديم مستشارين للمساعدة في المسائل اللوجستية، على غرار الخدمات الاستشارية التي تقدمها لبعثة الأممالمتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى وتشاد. وستوفر واشنطن ثمانية أفراد من القيادة الأفريقية في الجيش الأميركي «أفريكوم» للمساعدة في التخطيط والقيادة والسيطرة مع القوة الأممية - الأفريقية، بيد أن هذه الخطوة من المرجح أن تواجه مقاومة شديدة من الخرطوم التي كانت تعارض بشدة مشاركة أي وحدات غير أفريقية كجزء من قوة «يوناميد». ويرى هدلستون أن إرسال خبراء من وزارة الدفاع الأميركية إلى دارفور ينبغي أن يكون جزءاً من السياسة الجديدة للإدارة الأميركية تجاه السودان التي يجري صوغها، معرباً عن أمله في أن تطرح هذه السياسة قريباً. وفي ما يخص جنوب السودان، كشفت وزارة الدفاع الأميركية أن واشنطن حريصة على مساعدة «الجيش الشعبي لتحرير السودان» الذي يسيطر على الإقليم «للانتقال من قوة حرب عصابات إلى قوة نظامية، يمكن أن توفر القدرات الدفاعية الكافية لشعبها وأراضيها»، بحسب الناطق باسم وزارة الدفاع المرا بيلك. ويعتقد محللون في واشنطن أن تعزيز القوة الجوية والقدرات الدفاعية لجنوب السودان يهدف إلى بناء «قوة ردع» لمنع مهاجمة الإقليم بالقوة لتعطيل انفصاله في حال قرر الاستقلال خلال الاستفتاء المنتظر في العام 2011. وكشفت تقارير أن بناء ترسانة عسكرية في الجنوب يمضي في سرية، وأن شحنة الدبابات الأوكرانية المثيرة للجدل التي خطف قراصنة صوماليون سفينة تحملها في العام الماضي كانت جزءاً من الخطة. تكفير «الشيوعي» على صعيد آخر، دعت «الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة» الحكومة السودانية إلى مراجعة تسجيل الحزب الشيوعي ومنعه من ممارسة نشاطه، كما طالبت المجتمع «بنبذه». وهددت بمنع الحزب من ممارسة نشاطه في البلاد على غرار ما جرى في العام 1965، عندما حُل الحزب وطُرد ممثليه من البرلمان عقب ندوة انتقد فيها عضو في الحزب السيدة عائشة بنت أبي بكر. وجددت الرابطة في مؤتمر صحافي أمس فتواها بتكفير الحزب الشيوعي واعتبار «كل معتنق لأفكاره كافراً ومرتداً وزنديقاً وضالاً وذا أفكار هدامة». وتلا عضو الرابطة الدكتور محمد عبدالكريم فتوى بتكفير الحزب ومعتنقي فكره الصادرة عن الرابطة، وعدداً من الفتاوى المماثلة صادرة عن مجمعات فقهية. وحذر من اتهام الرابطة بالجنوح إلى التكفير من غير ضوابط. وقال إن الشيوعية تدعو إلى «أفكار إلحادية أشد من القتل والخراب». ونفى الناطق باسم الرابطة الدكتور علاء الدين الزاكي أي علاقة للفتوى بالعمل السياسي أو الانتخابات أو المجموعات التكفيرية. وقال إن «بعض السياسيين ودعاة الفتنة استغلوا مصطلح التكفيريين لتشويه صورة الناس». وأضاف: «لسنا حزباً سياسياً أو شركاء في الانتخابات لنعنى بها»، معتبراً ما أثير في هذا الصدد «مجرد مزايدات سياسية». وأكد أن «الحريات التي تكون على حساب الدين والشرع لا يمكن أن تكون مقبولة». أمطار الخرطوم وفي ولاية الخرطوم، استمرت الأمطار لليوم الرابع على التوالي وتبعتها سيول مدمرة، ما زاد عدد الضحايا إلى نحو 10 قتلى وأكثر من 88 جريحاً، كما انهار أكثر من 21 ألف منزل وتصدعت مدارس ومراكز صحية. وقرر حاكم الولاية عبدالرحمن الخضر للمرة الثانية تعليق الدراسة في المدارس أسبوعاً. وحذر الهلال الأحمر السوداني من وقوع «كوارث صحية وبيئية» في الخرطوم جراء الأمطار والسيول التي ضربت الولاية. واطلق نداء عاجلاً إلى المنظمات الإقليمية والدولية لاحتواء وقوع كارثة صحية وبيئية. وأعلن الأمين العام للهلال الأحمر عثمان جعفر في مؤتمر صحافي أمس نفاد مخزون الجمعية من مواد الإيواء والأدوية، موضحاً أن عدد الأسر المتضررة بلغ حتى نهار أمس 21534 أسرة ودُمرت أربع مدارس بالكامل وسبعة مراكز صحية. وأضاف جعفر أنه تم تشكيل شبكة من المنظمات الوطنية لمعالجة آثار مياه الصرف الصحي، وتوقع وصول دعم مالي من الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر استجابة لنداء الاستغاثة. وتوقع ازدياد معدل الأمطار في الأيام المقبلة بحسب توقعات الأرصاد الجوية.