حدق. أنظر عن كثب. استبشر، إذ سيوفر لك الجيل التالي من المناظير العسكرية المزدوجة مزايا تتخطى إعطاءك القدرة على الرؤية من مسافات بعيدة. ويعمل الأسطول الأميركي حثيثاً على صنع منظار قادر على تفحص الوجوه والتعرف إليها، ضمن مسافة مئتي متر تقريباً. وقبل أسابيع، أعلنت «قيادة النظم الحربية البحرية والفضائية» التابعة للقوات البحرية الأميركية، أنها تسعى للحصول على نظام تعرف إلى الوجوه، عن طريق مناظير بقدرات لاسلكية، تستطيع صنع صور ثلاثية الأبعاد. وتعتزم هذه القيادة تجربة نظم من هذا النوع لفترة تجريبية تدوم 15 شهراً، ضمن خطة لتحسين وسائل التعرف إلى الأجسام التي يجري تفحصها بالمناظير العسكرية. وتستخدم هذه المناظير المزدوجة أجهزة مسح إلكتروني يمكنها قراءة ما هو مكتوب على كوب ماء، من مسافة لا تقل عن مئتي متر. وبعد أن تمسح المناظير المزدوجة هذا الكوب، ترسل معلوماتها عبر شبكة لاسلكية إلى قاعدة بيانات رقمية، للبحث عن هوية الجسم الذي رأته المناظير. ووقع الأسطول الأميركي عقداً لصنع هذه المناظير مع شركة «ستيريو فيجين إيمجينغ» المتخصصة في القياسات البيولوجية، ومقرها ولاية كاليفورنيا. ويعرف عن هذه الشركة أنها صنعت نظاماً للمناظير سمته «ثري دي موبايل آي دي» 3DMobileID، من شأنه التعرف إلى الوجوه من مسافة تقارب مئتي متر. ابحث عن «فايسبوك» أيضاً استناداً إلى جودة أداء المنظار، يمكن أن يتيح الأخير للأسطول إمكان تحويل نظام «ثري دي موبايل آي دي» المتطور في التعرف إلى الوجوه، أدوات سهلة الحمل وتمتلك مدى أطول مما تمتلكه المناظير المستخدمة حاضراً. وتجدر الإشارة إلى أن موقع «فايسبوك» يلجأ إلى هذه التقنية لمطابقة الوجوه مع الأسماء عندما يحمل مستخدموه صوراً جديدة. وكذلك يتمتع محرك البحث «غوغل» بنظام مشابه، خصوصاً في خدمة «بيكاسا» للصور التابعة ل «غوغل». وتحاول شركة «آبل» البحث عن نظم للتعرف إلى الوجوه كطريقة لفتح قفل هواتفها الذكية. غير أن معظم هذه المناظير تعمل ضمن مدى لا يزيد عن أمتار قليلة، وهو أمر مقلق بالنسبة إلى العسكريين. وفي الأوضاع السائدة الآن، تشكل أدوات القياسات البيولوجية التي تعمل ضمن مدى قصير تماماً، كأداة مسح قزحية العين Cornea Scan المستخدمة في أفغانستان، خطراً محتملاً على مشغليها، لأنها تتيح لانتحاري يريد تفجير نفسه، الاقتراب من هدفه! ماذا لو كان الشخص الذي يجري تفحصه يتحرك أو يتمايل ويلوح بيده وسط الحشود؟ للأسف، من شأن ذلك القضاء على فعالية أدوات مسح القياسات البيولوجية. وفي أوقات سابقة، جرى الاتكال على أدوات لمسح الوجوه تعمل بالاستناد إلى صور ثنائية الأبعاد، مع الإشارة إلى أن هذه الطريقة غير دقيقة، خصوصاً مع متغيرات ظروف الإضاءة. وربما يكمن مفتاح الحل لعدد كبير من هذه المشاكل في تحديث بسيط، يقوم على نظام «ثري دي موبايل آي دي» للمسح الثلاثي الأبعاد الذي تعمل عليه شركة «ستيريو فيجين». فعندما يقوم النظام بعملية المسح، يخلق نموذجاً ثلاثي الأبعاد للوجه، ما يتيح عزل الوجه المطلوب عن سائر الأشخاص، وجعل الصورة أكثر وضوحاً (وهو أمر يعزز أيضاً مدى المنظار)، ومقارنة الصورة مع قاعدة للبيانات. وعلاوةً على ذلك، يعمل فلتر على تعديل درجات الإضاءة المختلفة، عبر التحكم بالضوء الواصل إلى الوجه. في مقلب آخر من هذه الصورة، يجب لفت الانتباه إلى وجود عيوب نظام «ثري دي موبايل آي دي» للمسح الثلاثي الأبعاد. ولا بد من القول إن هذه المناظير لا تعمل في الليل، وتواجه صعوبات في مسح الوجوه أثناء الغسق. وحين تفشل المناظير في رسم صورة للوجه، تصدر صفيراً يمكن أن يسمعه المشغل بوضوح. وفي ما عدا ذلك، تستغرق العملية ما بين 5 و10 ثوان. ومن جهة أخرى، ينفق «مكتب التحقيقات الفيديرالي» («أف بي آي») مبلغ بليون دولار لتطبيق برنامج عنوانه «الجيل المقبل في مجال تحديد الهوية» Next Generation in ID، يرتكز إلى تطوير ماسحات للوجوه، ودمج هذه التقنية مع قياسات بيولوجية أخرى كمواصفات قزحية العين، وذبذبات الصوت، وبصمات الأصابع.