نجح مهاجم الاتحاد الملقب ب «الصقر» نايف هزازي (26 عاماً) من الخروج من دوامة المشكلات الكبيرة والأزمات المتوالية التي عاشها في الأشهر الماضية، وألقت بظلالها على مسيرته الكروية مع «اتحاد جدة»، وعصفت بأحلامه الزوجية بعد فسخ خطوبته من «بلقيس أحمد»، وجعلته قاب قوسين أو أدنى من توديع الكيان الأصفر الذي قدمه للساحة الرياضية واللحاق بجيل العمالقة الكبار الذين أبعدتهم إدارة النادي عن الفريق «نور والمنتشري وتكر وزايد»، خصوصاً بعد أن أعلن رئيس النادي المهندس محمد الفائز عن غربلة جديدة ستطيح بأسماء بارزة في الأيام المقبلة. وعاد هزازي إلى ساحة التألق من خلال مباراة الفتح أول من أمس في جولة الإياب من الدور نصف النهائي لكأس الملك للأندية الأبطال، إذ قدم أداءً فنياً لافتاً بعد طول غياب، وأرهق الدفاع، وهدد المرمى طوال مجريات النزال، وقدم لمحة كروية رائعة من أعلى طراز في الدقائق الأخيرة من لعبة مقصية نادرة «باك وورد»، ارتطمت في العارضة قبل أن يعود إلى ممارسة هوايته المفضلة في هز الشباك بإحراز الهدف الرابع بعد متابعته لتسديدة المدافع أحمد عسيري التي ارتدت من الحارس العويشير، ليغمزها في الشباك، وينطلق فرحاً صوب جماهير «العميد» ذارفاً دموع الفرح في مشهد اختصر كل معاناته في الفترة الماضية. مرّ هزازي في الموسم الحالي بسلسلة من الظروف الصعبة التي بدأت من قصة خطوبته ولحظات الحب والغرام التي جعلته يغيب عن تدريبات الفريق التي سبقت لقاء نجران في الدوري لسفره إلى دبي مقر إقامة خطيبته، والأحداث التي تلتها بمعاقبته من إدارة النادي والمدرب الإسباني راؤول كانيدا، ليفاجئ «الصقر» الاتحادي الرياضيين كافة بفسخ خطوبته التي شغلت الوسط الرياضي في ظروف غامضة، وأثّر ذلك على أداء الهداف الشاب الذي لم يقدم مع فريقه ما يشفع له باللعب، ولكنه عاد في شكل مميز مع المنتخب السعودي الأول في مواجهة الافتتاح أمام الصين في الدمام، وأحرز هدف الفوز على طريقة كبار الهدافين، ثم عاد اللاعب إلى مقاعد البدلاء في فريقه، وكانت مشاركاته على استحياء غير مؤثرة في نتائج «العميد». وواجه هزازي مشكلات إدارية أخرى مع نائب رئيس النادي المحامي عادل جمجوم، جعلت الأخير يهدده بإبعاده عن النادي بلهجة حادة في أحد التدريبات، بعد مطالبته بصرف مستحقات زملائه اللاعبين كما تردد آنذاك، ليغيب الهداف البارع عن مشاركة فريقه بصورة لافتة في آخر مباريات الدوري، وبداية مشوار الفريق في كأس الملك، ما رسم أكثر من علامة استفهام وسط أنباء صحافية تحدثت عن مقايضته بهداف الشباب ناصر الشمراني في الأسبوع الماضي، ولكن هزازي عاد ليقدم نفسه في شكل مميز أمام الفتح أول من أمس، ما أسعد الجماهير الاتحادية التي تنتظر أن يواصل اللاعب تألقه في النهائي، ويقود فريقه لحصد الكأس الغالية.