أقيم مخيم جديد في تركيا للأكراد القادمين من كوباني أطلقت عليه بلديّة المنطقة التي يهيمن عليها حزب "الشّعب الديموقراطي"، الموالي للأكراد، إسم الكردية التي فجّرت نفسها ضد تنظيم "الدّولة الإسلاميّة" (داعش) إرين كرست في بلدة عين العرب (كوباني) المحاصرة. ويقع المخيم الجديد في بلدة سروج التركية الحدودية وهو يتسع لنحو 5500 شخص وبدأ في استقبال اللاجئين من كوباني الأسبوع الماضي. وإرين ميركان، هي شابة كردية من شمال سورية، نفذت هجوماً انتحارياً في مطلع الشهر الجاري على موقع للتنظيم في كوباني. وكانت ميركان أول انتحارية تستخدمها القوات الكردية في النزاع ضد التنظيم الذي يستخدم هذا الأسلوب في القتال وأول مقاتلة تعمل بشكل تام مع وحدات "حماية الشعب الكردي" المتمردة (مقرها سورية)، وتردد أنها قتلت عدداً من الجهاديين. وقال المنسق المحلي للمخيم جهاد انكو إن "إرين كرست حياتها لشعبها وأثبتت ما يمكن أن تفعله المرأة"، مضيفاً أنها "أظهرت أنه هناك نساء في وحدة حماية الشعب يستطعن القتال والتضحية بأنفسهن من أجل حريتهن". وأضاف أن "المخيم الجديد لم يتلق أي دعم حكومي"، مؤكدا أنه "لا يزال يفتقر إلى الكهرباء والماء". ويحاول اللاجئون الفخورين بمخيّمهم الذي يحمل اسم الانتحاريّة الكرديّة التأقلم مع العيش في ظروفٍ سيئة في المخيم الذي ما زال في مرحلة البناء. وقالت اللاجئة وحيدة مصطفى: "يشرفنا أن نعيش في مخيم يحمل اسمها، فقد كانت جليلة ومقاتلة وشجاعة وقامت بعمل لا يمكن لسبعة رجال أن يقوموا به". وقال فواز عبدو (55 سنة) وهو يجلس تحت بطانيته في خيمته: "أرين كانت أشجع منا، لا أحد يستطيع فعل ما فعلته"، مضيفاً: "لقد ضحت بدمها من أجلنا، هذا أمر لا يعوض". وقالت جازية ابراهيم (29 سنة) وهي تقف بجوار أطفالها الأربعة في المخيم: "لقد ضحت بنفسها من أجل قضية نبيلة ورفعت معنوياتنا. يا ليتني كنت مكانها ويا ليت قلوبنا كانت بقوة قلبها". وكان تنظيم الدولة الإسلامية بدأ تقدمه نحو كوباني في أيلول (سبتمبر) لتشديد سيطرته على مساحة شاسعة على الحدود بين تركيا وسورية. وأدى هجوم التنظيم إلى خروج جماعي من كوباني والقرى المحيطة حيث فر 200 ألف شخص إلى تركيا التي تأوي 1,5 مليون سوري فروا من النزاع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات في بلادهم.