تصاعدت أزمة تكدس الحاويات والنقل في ميناء جدة الإسلامي، ما تسبب في ارتفاع أسعار النقل بنسبة 40 في المئة، وقيام بعض التجار بتوجيه بضاعتهم إلى ميناء دبي واستقبال حاوياتهم هناك، ثم شحنها براً إلى جدة، مشيرين إلى أن ذلك يستغرق وقتاً أقل من بقائها في ميناء جدة، فيما حذّر خبراء النقل والتخليص من انعكاس أزمة التكدس سلباً على الأسعار التي ستشهد ارتفاعات خلال شهر رمضان. وقال عضو لجنة النقل في غرفة تجارة جدة سراج الحارثي في حديثه إلى «الحياة»، إن الكثير من التجار عزفوا عن استقبال بضاعتهم في ميناء جدة الإسلامي، وقاموا بتحويلها إلى ميناء دبي، مشيراً إلى أن «كلفة نقل البضائع والشاحنات من ميناء دبي إلى جدة عن طريق البر لا تساوي تأخرها وارتفاع تكاليفها في ميناء جدة». وأضاف الحارثي: «الأنظمة الجديدة في الميناء، وتداخل عمل الجهات الحكومية الأخرى من أسباب التأخير، إضافة إلى البيروقراطية في إنجاز المعاملات والإجراءات»، مقترحاً استحداث موانئ جديدة لتخفيف الضغط على ميناء جدة. ووافقه الرأي عضو لجنة النقل في غرفة تجارة جدة سعيد بن دعجم، وقال ل«الحياة»، إن معاناة تأخر الحاويات وتكدسها لا تزال قائمة على مدار 12 عاماً، منتقداً عدم وجود رقابة إدارية على موظفي الميناء والقطاعات الأخرى التي سببت التكدس. واقترح دعجم على المؤسسة العامة للموانئ «تطبيق نظام تخليص البضائع المطبق في ميناء جبل علي في الإمارات، والاستفادة من تجاربهم في إخراج البضاعة في مدة لا تتجاوز ثلاث ساعات، في حين تظل في ميناء جدة أكثر من شهرين». وأكد ارتفاع أسعار النقل على التجار والمخلصين بنسبة تتجاوز 40 في المئة، وقال إن هذا الارتفاع يعتبر تعويضاً عن تأخر الشاحنات أياماً على بوابات ميناء جدة الإسلامي، ما ينعكس سلباً على ارتفاع الأسعار للمستهلكين. من جهته، أوضح تاجر النقل والبضائع محمد باشماخ ل«الحياة» أن إدارة ميناء جدة أغلقت ست بوابات لدخول الشاحنات، واكتفت بفتح بوابتين فقط، تعمل إحداهما ثلاث ساعات يومياً، وتبقى الأخرى تعمل طوال اليوم، غير أنها لا تستوعب كل الشاحنات، كما أن أنظمة المرور والخروج في المدينة زادت من التأخر في تسلم البضائع. وأضاف: «تقدمنا بشكوى إلى أمير منطقة مكةالمكرمة خالد الفيصل أخيراً لحل هذه المعضلة، كما تقدمنا بشكوى مماثلة إلى المؤسسة العامة للموانئ لحل أزمة سائقي الشاحنات التي تزيد يوماً بعد يوم». وأشار إلى أن أسعار النقل ارتفعت بصورة مبالغ فيها، إذ وصلت إلى 1200 ريال لأقصر مشوار للحاوية الواحدة، معللاً ذلك بتأخر عمال النقل والشاحنات عند بوابات الميناء ساعات طويلة يومياً. أما رئيس لجنة التخليص الجمركي في غرفة تجارة جدة إبراهيم عقيلي، فأوضح أن اللجنة اجتمعت أخيراً مع جهات وأطراف عدة في الميناء لمعالجة المشكلات القائمة، إلا أن الاجتماعات لم تفلح في حل المشكلة التي لا تزال مستمرة. وقال ل«الحياة»: «يجب على الجهات المحايدة إثبات الحقيقة والمقصر من الطرفين، وتحديد أعداد الحاويات المتكدسة التي أعلن عنها مدير ميناء جدة الإسلامي ب34 ألف حاوية». فيما رفض مدير ميناء جدة الإسلامي ساهر طحلاوي التصريح إلى «الحياة» حول مشكلة تكدس الحاويات في الميناء.