قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن المعتقلين لضلوعهم بتفجيرات الريحانية بجنوب البلاد ساعدوا وفداً من حزب الشعب الجمهوري المعارض للقاء الرئيس السوري بشار الأسد. ونقلت وسائل إعلام تركية عن أردوغان، قوله خلال لقائه أعضاء من حزب "العدالة والتنمية" إن "أعضاء حزب الشعب الجمهوري ذهبوا إلى دمشق أكثر مما ذهبوا إلى ديار بكر، والتقطوا صورة عائلية مع الأسد". يشار إلى أن ديار بكر غالبيتها أكراد، وغالباً ما اتهم أردوغان المعارضة بتجاهل شرق البلاد، زاعماً أنهم لا يمثّلون كافة أفرقاء البلاد. وقال أردوغان أن الذين ساعدوا مسؤولي حزب الشعب الجمهوري في لقاء الأسد خططوا أيضاً لتفجيرات الريحانية، مؤكداً أنهم "متورطون في هذه العملية"، في إشارة منه إلى التفجيرات. ولفت إلى أنه يمتلك وثائق تثبت أن المتورطين في التفجيرات اصطحبوا مسؤولي حزب الشعب الجمهوري إلى سورية للقاء الأسد. يذكر أن مسؤولي حزب الشعب الجمهوري، بزعامة نائب رئيس حزب الشعب الجمهوري، فاروق لوغأوغلو، زاروا سوريا في صيف العام 2011 والتقوا الأسد. كما ذهبت بعثة أخرى إلى دمشق العام الماضي والتقت الأسد، حيث ساهمت بالإفراج عن الصحافي التركي، جنيد أونال، الذي احتجزته مجموعات موالية للنظام لمدة 40 يوماً. وظهرت صور للقاءات المسؤولين المعارضين الأتراك مع الأسد، ما دفع الحكومة التركية إلى اتهام المعارضة بالانحياز مع النظام السوري، رغم ما دعته بالحملة العسكرية العنيفة على مقاتلي المعارضة السورية. ودعا أردوغان سكان الريحانية (جنوب البلاد) إلى الحفاظ على هدوئهم في مواجهة "الاستفزازات الطائفية التي تقوم بها المعارضة" بعيد تفجيرات التي شهدتها، مضيفاً أن المعارضة "تحاول التسبب باستفزازات حول حادثة الريحانية". وقال إن في تركيا "300 ألف لاجئ" (سوري)، داعياً الأتراك إلى عدم تحميل اللاجئين مسؤولية هذه التفجيرات. وأضاف "يجب على الأتراك ألا يعتبرونهم مذنبين، بل أن يفتحوا بيوتهم لهم". وتابع "في حال كان الأخوة السوريون يخافون الخروج من منازلهم، على الأخوة في الريحانية أن يعيدوا حساباتهم". ووقع تفجيران بسيارتين مفخختين في 11 أيار/مايو الجاري أمام مبنى بلدية الريحانية أدّيا إلى مقتل 51 شخصاً وأكثر من 100 جريح. واتهم مسؤولون منظمة "اجيلجيلر" أو "المستعجلون" التركية التي لديها ارتباطات بأجهزة الاستخبارات السورية بالوقوف وراء الإنفجارين، إلاّ أن مسؤولاً في المنظمة نفى ذلك. وأوقفت السلطات التركية حتى الآن 12 شخصاً يشتبه بأنهم ضالعون في التفجيرات. وكانت السلطات التركية ربطت بين تفجيرات الريحانية وبين الاستخبارات السورية، زاعمة أن مجموعة موالية للنظام السوري مركزها تركيا هي التي خططت للتفجيرات. وكانت تركيا هددت بالانتقام على هذه التفجيرات بعد انتهاء التحقيقات فيها. ونشرت صحيفة (حرييت) التركية تقريراً، أمس الخميس، قالت فيه إن المشتبه به الرئيسي في تفجيرات الريحانية عبر الحدود مع سوريا 400 مرة في عام واحد.