أوضح المؤرخ الدكتور عبدالعزيز الهلابي أنه وبعد وفاة الإمام جعفر الصادق الإمام السادس للشيعة حدث انشقاق في الصف الشيعي، فمنهم من اعتبر إسماعيل بن جعفر هو الإمام وعرفوا فيما بعد بالإسماعيلية وآخرون اعتبر موسى بن جعفر الإمام السابع ويسمون بالإثناعشرية لتمييزهم عن الإسماعيلية. وتطرق إلى عن حرب القرامطة على مكةالمكرمة وقتلهم الحجاج والاستيلاء على الحجر الأسود مدة 20 عاماً، وممارستهم العربدة وقطع الطرق وتفضيل السياسة على الدين. وأفاد الهلابي في محاضرة بعنوان: «قرامطة شرقي الجزيرة العربية» قدمها في مجلس حمد الجاسر وأدارها الدكتور عبدالعزيز المانع، أن الإسماعيليين بايعوا محمد بن إسماعيل أماماً لهم، ونتيجة لملاحقة الدولة العباسية له اضطر للخروج من الحجاز، واختفى لتبدأ حملة سرية لنشر العقيدة الإسماعيلية باسم محمد بن إسماعيل، مشيراً إلى أنه حين بدأت الدولة العباسية بالتفكك ظهرت أعداد من الدعاة في اليمن والعراق وشرقي شبه الجزيرة العربية، ينشرون المذهب الإسماعيلي بقيادة حمدان قرمط، ما أثار غضب الدولة العباسية. وبيّن أن حمدان قرمط بعث بابي سعيد الجنابي إلى البحرين لنشر الدعوة باعتبارها حركة موحده تدعو إلى محمد بن إسماعيل، موضحاً أن الخليفة الفاطمي نصب نفسه أنه الإمام ال11 للمسلمين، وأمر جميع الدعاة نشر الدعوة باسمه بدلاً من مهدية محمد بن إسماعيل. وقال: «إن الإسماعيلية في العراقوالبحرين وخرسان رفضوا الاعتراف بإمامة عبيدالله، وكان على رأسهم حمدان قرمط، وواصلوا تمسكهم بإيمانهم الأصلي بشأن مهدية محمد بن إسماعيل، ليقيموا سنة 899 م دولة في البحرين، ويعلنوا قطع علاقتهم بعبيدالله، وتأسيس دولة القرامطة التي انشقت عن الدولة الفاطمية وأخذت طابعاً دينياً اشتراكياً».