وصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري أمس إلى مسقط في زيارة هدفها إنهاء صفقة بيع صواريخ دفاعية قيمتها اكثر من بليوني دولار. وأوضح مسؤولون يرافقون كيري على متن الطائرة التي تقلهم أن احد أهداف الزيارة المصادقة على خطاب نوايا بين سلطنة عمان وشركة «ريثيون» الأميركية قبل وضع العقد في صيغته النهائية. وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية: «قرر العمانيون في كانون الثاني (يناير) شراء نظام صواريخ ارض جو دفاعي تصنعه شركة ريثيون (...) وأيد وزير الخارجية هذا الأمر عندما كان في مجلس الشيوخ». ووافق كيري بقوة على ترشيح هذه الشركة ومقرها ولاية مساتشوستس التي كان يمثلها في مجلس الشيوخ قبل تعيينه وزيراً للخارجية مطلع كانون الثاني (يناير) الماضي. وأضاف المسؤول أن «احد الأهداف هو الدفع بالمصالح التجارية الأميركية والتأكيد لعمان أن هذه المصالح مهمة جداً بالنسبة إلى الإدارة». وباشر كيري فور وصوله اجتماعاً مع السلطان قابوس بن سعيد الذي يشغل أيضاً منصبي وزير الدفاع والخارجية. ويتوقع أن يتم توقيع خطاب النوايا اليوم. ويجري العمل على الصفقة التي يقول ديبلوماسيون إن قيمتها تبلغ 2.1 بليون دولار. وتابع المسؤول «أن هذا سيساعد في تكامل أنظمة الدفاع في الخليج الأمر الذي نعمل لتحقيقه داخل مجلس التعاون منذ بعض الوقت». وأكد «وجود أنظمة صواريخ مشابهة في أماكن أخرى في الخليج». وقال إن «عمان تسلمت في الآونة الأخيرة دفعة ثانية من مقاتلات «اف-16» بالتالي، أنها طريقة لمواصلة علاقاتنا في مجال الدفاع». وأبرمت صفقة شراء 12 مقاتلة «أف 16 « عام 2011 على أن يكون التسليم عام 2014. من جهة أخرى، يبحث كيري مع حليفه الاستراتيجي في الخليج الذي يقيم علاقات مميزة مع ايران، في الحرب في سورية. وأوضح المسؤول في وزارة الخارجية أن «عمان ليست عاملاً أساسياً في سورية لكنها عامل مهم في الخليج وأمر جيد الاستماع إلى وجهة نظر السلطان في الأوضاع في المنطقة». وأكد أن واشنطن لا تسعى إلى الاستفادة من العلاقات التي يقيمها سلطان عمان مع ايران «صحيح أن مسقط تقيم علاقات فريدة من نوعها تقريباً مع طهران لكن هذا ليس مفاجئاً مع أخذ الجغرافيا في الاعتبار، على كل فهذه الزيارة لا تتمحور حول ايران». ومن المتوقع أن يطلب كيري من السلطات العمانية أن تتدخل لدى طهران في محاولة للإفراج عن اميركيين من اصل إيراني. وأعرب كيري عن «قلقه الشديد» حيال مصير القس سعيد عابديني الذي حكم عليه بالسجن ثماني سنوات. كما تبحث واشنطن عن معلومات حول عميل متقاعد في مكتب التحقيقات الفيديرالي اسمه روبرت ليفنسون اعتبر مفقوداً منذ عامين في إيران.