عالم مواقع التواصل الاجتماعي مملوء بكل شيء. المعلومة والمتعة، التعارف والتسلية، الدعاية والإعلان، التجارة المربحة، والترويج المجاني. كل شيء متوافر هنا. ولعل الشباب الكويتي أكثر من يدرك هذه الحقيقة. فهم يقضون جل وقتهم بصحبة أجهزتهم، يعرضون بضاعتهم المعلوماتية، كالشعر والخبر والنثر والشائعة، والرأي الشخصي، والتعليق على كل شيء، ومنها التجارية التي تتوزع بين الحلوى، و «الطبخ» الفاخر، وأدوات التجميل، والحقائب بماركاتها العالمية، أو الملابس الحديثة الأوروبية. كل هذا وأكثر أصبح يحتل المساحة الاكبر على مواقع التواصل الاجتماعي في الكويت وتحديداً «انستغرام». لجأ الشباب الكويتي أخيراً إلى التجارة الالكترونية بأسلوب اكثر تشويقاً واقل تكلفة. فكل ما هو مطلوب تصوير المنتج والتسويق له عبر الحساب الالكتروني وتوزيعه على المتابعين. ويقول أحمد الخالد، الذي اختار الترويج لمهنته في التصوير الفوتوغرافي: «انستغرام أصبح وسيلة للدعاية والاعلان عن صوري، باعتبارها سهلة الاستخدام وسريعة الوصول الى المهتمين مباشرة فضلاً عن الاقبال المتزايد عليها في السنوات الاخيرة». وأوضح الخالد ان وسائل التواصل الاجتماعي تساعده كما غيره من أصحاب الابداع في الوصول الى الشريحة المستهدفة من الجمهور، علاوة على أنها وسائل مهمة للتواصل أيضاً بين اصحاب المهنة الواحدة. وقالت شيماء محمود، إنها لجأت إلى انستغرام للترويج لإنتاجها في إعداد قوالب الحلوى والكيك، موضحة أن بدايتها كانت من خلال اعداد الحلويات وتوزيعها بين أفراد عائلتها فقط. ولكن عندما ارادت التوسع كان «انستغرام» خيارها الأمثل كما تقول، باعتباره يسهل عملية التواصل مع الراغبين بالشراء، ويحقق تفاعلاً مباشراً مع الجمهور، سيما لناحية إبداء رأيهم في المذاقات والنكهات، ما يعطي نوعاً من الصدقية. ولأن «انستغرام» ظهر في 2010 كتطبيق مجاني تقوم فكرته الأساسية على مشاركة الصور وتبادلها مع المتابعين، ثم تطور الى عرض الفيديوات، اختارته هبة مشاري لعرض قدراتها في فن «الميك أب» ومستحضرات التجميل. فهي حالياً غير قادرة مادياً على انشاء صالون للتجميل خاص بها، فاعتمدت الترويج لعملها عبر «انستغرام»، وجمعت قاعدة جيدة من الشابات والسيدات اللواتي يتابعن عملها وبدأن باعتمادها ما يسهل عليها لاحقاً افتتاح محلها خصوصاً أن «شابات الكويت مولعات بالتجميل» كما تقول. مشعل عبدالله، شاب يهوى السيارات القديمة ويتابع أخبارها الى ان قرر تحويل هوايته الى مصدر دخل. فراح يبحث عنها عبر «انستغرام»، يشتريها من خلاله، ويبيعها أيضاً من خلاله، فاكتشف انها «تجارة مربحة فوق التصور» كما يقول. ويضيف: «جزء كبير من الشباب الكويتي مولع بالأشياء القديمة، ومن بينها السيارات ذات التصاميم الكلاسيكية والفاخرة». ويشدد عبدالله، على ان هوايته هذه كانت ستنتهي لولا «انستغرام» الذي سهل عليه التجارة وتوسيع دائرة الاصدقاء مع محبي هواياته وهو يطمح الآن لاطلاق ناد لهواة السيارات القديمة. وإذا كان هناك بائع «انستغرامي»، فلا شك أن هناك زبون «انستغرامي» ايضاً. وتقول مي شاكر التي تشتري أحياناً من طريق «انستغرام»، ان الأسعار معقولة نسبياً، وخدمة التوصيل مغرية خصوصاً أنه من خلال هذا البرنامج يستطيع الشخص شراء أي شيء في أي وقت. ويرى حمد الراوي «الباحث الدائم» عن منتجات جديدة، أن ما يعرضه انستغرام مختلف عن الموجود في الأسواق المحلية، «فهو سوق مفتوح وأشمل». لكن الراوي ينصح بأن «لا يشتري المتابعون إلا من الأشخاص المعروفين والمجربين لافتاً إلى مشكلة حقيقية وهي عدم وجود ضمانات».