دعا الكاتب التركي مصطفى آق يول، في مقالة في صحيفة "ستار" التركية، إلى مقاربة تداعيات تفجيري مدينة "ريحانلي" (الريحانية)، جنوب تركيا، بكثير من التأني، وبأعصاب باردة، دون التخلي عن الحزم، والخطوات المدروسة، في ظل وجود وجهات نظر متباينة في المجتمع التركي تجاه الأزمة السورية. وعبر عن تمنياته بكشف هوية الفاعلين، وأن تأخذ العدالة مجراها، بعد إعلان الشرطة إلقاءها القبض على مشتبه بهم، وارتباطهم أيدولوجياً، ومذهبياً، وحتى من من جهة المصالح مع النظام السوري، مشيرا إلى أن الأمر سيطرح على طاولة البحث خلال لقاء رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، مع الرئيس الأميركي، باراك أوباما. ورأى آق يول، أن الأتراك ينقسمون إلى معسكرين من حيث وجهة نظرهم من الأزمة السورية، وهو ما انعكس على تحليلاتهم حول تفجيرات "ريحانلي"، أحدهما يتمثل في توجه قومي علماني يضم يمينيين ويساريين شديدي التمسك بمبادئ أتاتورك، وهم يرون فيما يجري في سوريا "لعبة إمبريالية"، ويقيّمون جميع الحقائق على الأرض من خلال هذه النظرة، لأنه بالنسبة لهم "الإمبريالية" منبع كل سوء، ولا يصدر السوء من مصدر "محلي"، لاسيما إن كان الحديث عن نظام "مقاوم للإمبريالية" فإن المجازر الموثقة التي يرتكبها، لا تعدو بالنسبة لهم عن كونها "أكاذيب الإمبريالية" لافتا إلى أن جمع تلك الرؤية المتشددة مع التعصب المذهبي يرسم لوحة مأسوية تعبر عن التأييد والدفاع عن تصرفات الأسد وتصفها بالمحقة. وعبّر آق يول عن اعتقاده بضرورة قبول التوجه الآخر المتمثل بالمحافظين، الذين يدعمون الحراك في سوريا، وبالتالي معارضة النظام السوري، ببعض الحقائق على الأرض، منها انحراف بعض المعارضين ذووي التوجهات السلفية المتطرفة نحو ما يشبه الانتهاكات التي يرتكبها النظام السوري، برزت في الآونة الأخيرة من خلال بعض مقاطع الفيديو، التي تم تداولها على الانترنت تظهر ممارسات وحشية بحق جنود من قوات الأسد. وأوضح آق يول أن تركيا بموقفها من الأزمة السورية اختارت الوقوف في الطرف الصحيح من التاريخ، إلا أن الظروف الدولية، التي تفرض نفسها على مسار الأحداث في سوريا، يصعب على تركيا التأثير بها بشكل أكثر إيجابية، وخصوصا أن أحدا لا يملك تحديد ماهية ما ستؤول إليه الأمور في نهاية المطاف، بما فيهم الغربيين.