يبدو أن الأندية السعودية لم تفكر في ادخار أي جهد لمسابقة كأس الملك للأبطال، التي تقام منافساتها في نهاية كل موسم، فالإصابات كانت العلامة الأبرز في البطولة منذ انطلاقتها الأسبوع ما قبل الماضي، إذ عانت معظم الفرق من فقدان أكثر لاعبيها تأثيراً في تشكيلاتها، الأمر الذي أسهم في إحداث تغييرات جذرية لدى بعض المتنافسين. الأهلي والنصر هما من قص شريط انطلاقة المسابقة، وهما أيضاً من عانى كثيراً جرّاء عامل الغيابات، فحامل اللقب فقد أهم عناصره وهو هداف الفريق ومهاجمه البرازيلي فيكتور سيموس الذي تعرض لإصابة ستغيبه حتى بداية الموسم المقبل، أما الضربة الثانية فتمثلت في فقدان الفريق لخدمات أبرز مواهبه هذا الموسم مصطفى بصاص في دور ال8، وفي الجانب الآخر، فالإصابات أبعدت ثلاثة لاعبين عن تشكيلة النصر، بداية بالمحترف المصري حسني عبدربه الذي تعرض لقطع في رباطه الصليبي، إضافة إلى المدافع شايع شراحيلي، وكذلك خالد الزيلعي. بعد ذلك أقيم ما تبقى من المباريات، وغاب أيضاً من غاب بسبب الإصابات عن صفوف أقوى المرشحين، وفي مقدمهم الهلال الذي أجبر على أن يستبعد نجميه ياسر القحطاني عن لقائي الذهاب والإياب في دور ال8، كما اضطر لإراحة نواف العابد ذهاباً لعدم جاهزيته من إصابة ألقت به في عيادة النادي، أما الاتحاد الذي يعيش مرحلة جديدة، وتغييراً واضحاً على جلد الفريق، فالإصابة أبعدت المهاجم نايف هزازي الذي لم يتمكن من المشاركة حتى الآن في المسابقة. أحد الفرق التي تضررت من الإصابات كان بطل الدوري الفتح الذي خسر خدمات هدافه الكونغولي دوريس سالومو أمام الاتحاد في دور نصف النهائي، وفي المرحلة ذاتها لوحظ التأثر الأكبر لفريق في المسابقة وهو الأهلي الذي افتقد لكل مهاجميه الأساسيين والبدلاء في لقائه ضد الشباب ذهاباً، إذ فقد فيكتور سيموس الغائب منذ البداية، إضافة إلى تعرض عماد الحوسني صاحب الأهداف الثلاثة في دور ال8 لإصابة مفاجئة، كما اجتاحت الإصابات المهاجمين عيسى المحياني وبدر الخميس، فلم يكن أمام مدرب الأهلي أليكس إلا الزج بلاعب خط الوسط مصطفى بصاص ليكون مهاجماً. فرق الرائد والاتفاق الشباب لم يفتقدوا للاعبيهم في المسابقة، ولو أن الأخير يقوم مدربه بإشراك المهاجم سبستيان تيغالي على مضض، كيف لا والأرجنتيني في حاجة إلى تدخل جراحي منذ نهاية دوري زين، ولذلك شوهد في كل المباريات وهو يجلس على دكة البدلاء. يظهر جلياً أن الدرس كان قاسياً على أندية عدة، خصوصاً تلك التي ودعت المسابقة من دورها الأول، تركيز أكبر من المفترض أن يتحلى به بعض الفرق من أجل الوصول إلى مسابقة كأس الملك بأقل الأضرار في الموسم المقبل بعد أن كانت الإصابات العلامة الأبرز في البطولة.