مُنيت سوق الأسهم السعودية هذا الأسبوع بخسائر حادة هي الأعلى منذ مطلع عام 2011 عندما فقد المؤشر خلال الأسبوع المنتهي في 2 آذار (مارس) 15 في المئة من قيمته، فيما بلغت خسائر المؤشر هذا الأسبوع 12 في المئة بضغط من تراجع أسعار الأسهم المدرجة، على رأسها أسهم قطاعات «المصارف» و «البتروكيماويات» و «الاتصالات» و «الإسمنت»، والتي تشكل 70 في المئة من قيمة السوق، فيما جاء أداء أسهم بعض الشركات الصغيرة متبايناً، إلا أن تأثيرها في المؤشر العام كان محدوداً. وعزا محللون هبوط أسعار الأسهم إلى عملية تصحيح في الأسعار، خصوصاً أن مؤشر السوق واصل ارتفاعه خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة بداية من عام 2012 الذي أنهاه بمكاسب بلغت ستة في المئة، ثم عام 2013 الذي ارتفعت محصلة مكاسبه خلاله إلى 25.5 في المئة، ثم عام 2014 الذي واصل فيه المؤشر جني المكاسب التي بلغت 31 في المئة نهاية تعاملات 9 أيلول (سبتمبر) الماضي، بعد الإعلان عن السماح للأجانب بالاستثمار في الأسهم السعودية. ومنذ ذلك التاريخ بدأ المؤشر يسجل خسائر، أبرزها خلال تعاملات الأسبوع الذي أنهاه عند 9547.54 نقطة في مقابل 10851.48 الأسبوع الماضي. وبحذف الخسارة الأخيرة، تقلصت مكاسب المؤشر منذ مطلع السنة إلى 1012 نقطة، أي 11.86 في المئة. وتأثرت الأسهم السعودية بضغوط داخلية وخارجية، تمثلت الأولى في النتائج المالية المتراجعة لبعض المصارف والشركات عن الربع الثالث من السنة، كما توجه المتعاملون إلى بيع جزء من محافظهم الاستثمارية للاكتتاب في 25 في المئة من أسهم «البنك الأهلي التجاري» الذي سيبدأ اليوم. أما الضغوط الخارجية فتمثلت في تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها في أربع سنوات، والتوقعات بتراجع نمو الاقتصاد العالمي. وارتفعت السيولة المتداولة خلال الأسبوع 30 في المئة إلى 41.6 بليون ريال (11.1 بليون دولار) في مقابل 32 بليون الأسبوع الماضي، كما ارتفعت الكمية المتداولة 41 في المئة إلى 1.28 بليون سهم في مقابل 910 ملايين سهم، وزاد عدد الصفقات المنفذة 26 في المئة إلى 653 ألف صفقة. وتراجعت القيمة السوقية للأسهم المدرجة 12.2 في المئة إلى 1.94 تريليون ريال. وتراجعت مؤشرات كل قطاعات السوق، على رأسها مؤشر «البتروكيماويات» الذي هبط 15 في المئة، تلاه مؤشر «التأمين» ب 14.6 في المئة، ثم مؤشر «النقل» ب 14.4 في المئة، فيما بلغت خسارة مؤشر «المصارف» 12.07 في المئة، ومؤشر «الطاقة» 4.82 في المئة. أما أبرز الأسهم خلال الأسبوع، فكان سهم «سابك» الذي تصدر الأسهم لجهة السيولة المتداولة ب 3.6 بليون ريال، أي 8.62 في المئة، تراجع سعره خلالها 17.31 في المئة إلى 108.03 ريال، فيما بلغت السيولة المتداولة من سهم «الإنماء» 3.4 بليون ريال نسبتها 8.14 في المئة بعد تداول 154 مليون سهم، هبطت بسعره 16.39 في المئة إلى 20.10 ريال.