يستقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مقره في سوتشي (جنوب) اليوم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للبحث في الأزمة السورية، فيما جدد وزير الخارجية الأميركي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف ثقتهما بإطلاق محادثات سلام في شأن سورية في مؤتمر دولي الشهر المقبل، بينما حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من تعثر التخطيط لهذا المؤتمر وطالب الطرفين المتحاربين بالاتفاق في أسرع وقت ممكن على حكومة انتقالية. وأعلن الكرملين في بيان مقتضب أمس أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة في مقره في سوتشي (جنوب)، وأوضح أن هذا اللقاء سيحصل «في إطار زيارة عمل للأمين العام للأمم المتحدة إلى روسيا من 16 إلى 19 أيار (مايو)»، بعدما كان بان كي مون صرح في مقابلة نشرت الخميس أن سورية ستكون على جدول أعمال المحادثات. وقال بان كي مون في مقابلة مع صحيفة كومرسانت الروسية الخميس أن محادثاته مع القادة الروس ستتناول قضايا تثير «قلقاً مشتركاً بما في ذلك الوضع في سورية». وسيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة الجمعة أيضاً وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، كما ذكر بيان نشرته الخارجية الروسية مطلع الأسبوع الجاري. في غضون ذلك، جدد وزير الخارجية الأميركي ونظيره الروسي ثقتهما بإطلاق محادثات سلام في شأن سورية في مؤتمر دولي الشهر المقبل. وقال كيري في مؤتمر صحافي بعد لقائه لافروف في كيرونا بالسويد الأربعاء: «كلانا مفعم بالأمل بأنه خلال فترة قصيرة ستتهيأ الظروف حتى يكون لدينا في ما هو مأمول بديل للعنف والدمار الذي تشهده سورية في الوقت الحالي». وأضاف لافروف: «إني أشاطر إلى حد كبير جون في التقييمات التي عرضها لتوه». وقال إن موسكو وواشنطن تحاولان حشد التأييد لهذه المفاوضات لدى الحكومة والمعارضة السورية وكذلك البلدان الأخرى المعنية. وقال كيري إن هذا المسعى من أجل السلام يقوم على صفقة لم تبصر النور منذ الإعلان عنها في جنيف في حزيران (يونيو) 2012 من أجل إقامة حكومة انتقالية في سورية «ذات سلطات تنفيذية كاملة وبموافقة متبادلة» وهو تعبير غامض ترك عن عمد دور الأسد في المستقبل غير واضح. وأضاف: «هذا ما نعمل من أجله. ولا أظن أنه أمر غير مهم أننا نجد في هذا الوقت هذه الأرضية المشتركة ونعمل بجد معاً». وتطالب المعارضة السورية بتنحي الأسد قبل أي مفاوضات في شأن مستقبل البلاد. ومن المقرر أن يجتمع ائتلاف المعارضة السورية الرئيسي المدعوم من الغرب في إسطنبول الأسبوع المقبل لدراسة موقفه من حضور محادثات جنيفالجديدة. وقال ديبلوماسي غربي في باريس إن «مجموعة أصدقاء سورية» ستجتمع في الأردن في 22 أيار لمناقشة المبادرة الأميركية الروسية. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إن كيري يعتزم حضور اجتماع الأردن لكنه لم يستطع تأكيد التاريخ. وكان وزير الإعلام السوري عمران الزعبي قال في وقت سابق إن بلاده تريد تفاصيل في شأن مؤتمر جنيف قبل أن تتخذ قرارها في شأن المشاركة فيه. وتوقع كيري ولافروف أن تحضر سورية المؤتمر الدولي. في غضون ذلك، حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الأربعاء من تعثر التخطيط لمؤتمر السلام في شأن الحرب الأهلية المستمرة في سورية منذ أكثر من عامين، وقال إنه ينبغي أن يتفق الطرفان المتحاربان في أسرع وقت ممكن على حكومة انتقالية. وقال كاميرون للصحافيين في الأممالمتحدة إنه يدعم تماماً المبادرة الأميركية الروسية لتنظيم المؤتمر في مطلع حزيران بمشاركة الحكومة والمعارضة السورية. واضاف: «المهم هنا هو ممارسة الضغط على المشاركين لطرح الأسماء الضرورية لحكومة انتقالية وأن نبدأ مفاوضات تفصيلية ملائمة». وأشار كاميرون إلى قلقه من أن يطول التخطيط لمؤتمر السلام في جنيف، مضيفاً أن من الضروري التحرك سريعاً لوقف إراقة الدماء في سورية. وقال: «مبعث قلقي أن ندخل عملية أطول من اللازم. ينبغي القيام بتحرك عاجل الآن والضغط على المشاركين للاجتماع والاتفاق على حكومة انتقالية يمكن أن يقف وراءها الجميع في سورية». وحضر كاميرون اجتماعاً للجنة رفيعة المستوى خاصة بأهداف التنمية يشارك في رئاستها واجتمع مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. وقال المكتب الصحافي لبان كي مون في بيان إنهما بحثا سبل دفع «الطرفين المتحاربين في سورية للمجيء إلى المؤتمر الدولي المقترح بوفود جادة واستعداد حقيقي للتوصل إلى حلول وسط لا سيما في شأن الانتقال» السياسي. ويحذر ديبلوماسيون في الأممالمتحدة من أن أي مؤتمر للسلام ربما يكون مآله الفشل لأن الخلافات لا تزال كبيرة بين وجهتي نظر روسيا من جهة والولايات المتحدة وأوروبا من جهة ثانية. وسئل كاميرون عن فكرة فرنسية بأن يخفف الاتحاد الأوروبي حظر السلاح عن المعارضة السورية مع تأجيل تنفيذ القرار بهدف زيادة الضغط على دمشق للتفاوض لإنهاء الحرب الأهلية. إلا أنه لم يرد بشكل مباشر على الفكرة لكنه قال إن من المهم الحوار مع المعارضة. وأضاف: «إذا لم نتحاور مع المعارضة فينبغي ألا نفاجأ إذا نمت العناصر المتطرفة في صفوفها. هذا ما لا نريده ولذا ينبغي أن نتحاور. هذا هو النقاش الذي سيدور في أوروبا».