العلم نور والجهل ظلام. هذا ما رأيته على وجه ابنتي، البالغة من العمر سنة ونصف السنة، حين رأت للمرة الأولى على ال «آي باد» i-pad الحروف الأبجدية وأغاني الأطفال، مصوّرة على شكل فيديو مخصص للأطفال بهدف تحفيز نموهم الفكري. لمعت عيناها بريقاً وأشرق وجهها ذهولاً وحماسة تجاه الصور التي رأتها في شرائط الفيديو بألوانها وألحانها الرائعة وشخصياتها الغرائبية. وأثار حشريتها جهاز ال «آي باد» نفسه. أخذته مني بقوة. وبدأت تقلّدني. تلمسه بأصابعها، ربما بأمل تغيير صفحاته. وراحت تعطيني إياه مجدداً حين تختفي الصورة، كي أجدها لها مرة أخرى. باتت تلك الأشياء عاديّة بالنسبة إلى ابنتي صوفيا التي تأتي بعد ظهر كل يوم وفي التوقيت نفسه، باحثة عن هذه الإثارة. مفاهيم جديدة هل ما تفعله ابنتي هو انخراط منها، من دون وعي، في المفاهيم الجديدة للتعليم في العصر الإلكتروني؟ الأرجح أن التعليم لم يعد حكراً على الكتب التي تشارف على الزوال، ليحل مكانها الكومبيوتر ومواقع التواصل الاجتماعي. ومع تركيز هذه الأخيرة على كونها وسيلة لتلاقي الأصدقاء، أصبحت أيضاً حلقة وصل بين الطلاب ومؤسسات التعليم، بل تساهم في إرساء علاقة تربوية متينة بينهما. في هذا السياق، يصرّ «المجلس الثقافي البريطاني» على أن يكون موجوداً في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة ك «فايسبوك» و «تويتر» و «يوتيوب»، ليكون حاضراً في عملية تقريب المسافة بين الأساتذة والطلاب الراغبين في تعلّم اللغة الإنكليزية. ويعطي هذا المجلس الفرصة للأساتذة على صفحته في «فايسبوك» لتبادل الخبرات والأفكار مع آلاف مستخدمي هذه الصفحة، التي تساهم في نشر التمرّس في اللغة الإنكليزية، وعنوانها الإلكتروني هو facebook.com/pages/TeachingEnglish. ويلجأ المجلس أيضاً إلى مواقع مثل «دِغ» Digg و «رِد إت» Reddit و «دليشس» Delicious، فيجعلها مساحات إلكترونية للتفاعل بين الطلاب والأساتذة، حول موضوع تعليم اللغة الإنكليزية وتعلّمها. ويستخدم المجلس موقع «تويتر» لمواكبة الأفكار الجديدة عن هذا الموضوع عينه، مع إتاحة المجال للأساتذة لتبادل الموارد التعليمية والمعرفة عبر شبكات أوسع، عبر تكرار التغريدات بعضهم مع بعض. ويقدّم المجلس على شبكة «يوتيوب» مجموعة من شرائط الفيديو التعليمية تتضمّن أغاني للأطفال. وفي سياق متّصل، يفرِد الموقع الإلكتروني لهذا المجلس، قسماً خاصاً للأهالي يقدم لهم المشورة والنصيحة، مع مواد لتعليم الأولاد اللغة الإنكليزية، إضافة إلى ورش العمل وأسطوانات «دي في دي» وغيرها. ويعتمد المجلس أيضاً مجموعة من المنتجات المخصّصة للهواتف الذكيّة التي تساعد على تعلّم اللغة الإنكليزية. وتتضمن تطبيقات مرحة مثل الألعاب والمواد السمعية البصرية وغيرها. وتعتبر لعبة «البحث عن الكنز» Treasure Hunt نموذجاً في استخدام الألعاب لحضّ الطلاب على البحث والمعرفة.