نشر موقع "مكتب التحقيقات الفيدرالي" الأميركي في تشرين الثاني (نوفمبر) من العام 2009 تقريراً أعلن فيه ضمّ أحمد أبو سمرة إلى قائمة الإرهابيين. لم يكن يومها الرجل معروفاً في وسائل الإعلام. أثار أمر إعتقاله بتهمة إرتكاب جرائم "إرهابية" تساؤلات حول سيرته ونشاطه، إذ وعد المكتب قبل اعتقاله ب"تقديم مكافأة مالية"، مقدارها 50,000 دولار لمن يعثر عليه ويقدّمه الى السلطات الأميركية. يتكرّر إسم أبو سمرة اليوم. نكتشف أنه المسؤول عن قسم مواقع التواصل الإجتماعي لتنظيم " الدّولة الإسلامية"( داعش) ويشرف على إدارة عملية "بروباغندا" إعلامية واسعة للتنظيم، الذي أصبح الأكثر خطورة في العالم. ونشرت صحيفة " دايلي مايل" البريطانية في أوائل الشهر الماضي أيلول (سبتمبر) تقريراً قالت فيه إن "أبو سمرة الذي يبلغ من العمر 32 عاماً وُلد في فرنسا ونشأ في ضاحية داخل بوسطن ويحمل الجنستيين الأميركية والسورية". تلقى تعليمه في مدرسة كاثولكية، والتحق من بعدها ب"الكلية الأميركية"، حيث برع باستخدام التكنولوجيا الحديثة وعمل في شركة مختصة بهذا المجال. وأشار تقرير الصحيفة إلى أنّ احتراف أبو سمرة في مجال الكمبيوتر ومواقع التواصل الاجتماعي دفعت تنظيم "داعش" إلى تجنيده للتواصل مع مواطنين أميركيين وبريطانيين وكنديين عبر هذه المواقع لإقناعهم بالانضمام إلى التنظيم". و أضاف التقرير أنّ "مسؤولين أميركيين يؤكّدون أن أبو سمرة يضع مهارته التكنولوجية في خدمة مواقع التواصل الإجتماعية، مثل "فايسبوك" و "تويتر" و "يوتيوب" لتعزيز الأفكار الراديكالية المتطرفة". وذكر موقع "اي بي سي نيوز" الأميركي أن في العام 2004، سافر أبو سمرة إلى العراق وبدأ هناك العمل في الجناح الإعلامي لتنظيم "القاعدة". وأكّد مساعد وكيل "مكتب التحقيقات الفيدرالي" كيران رامسي أنّ "الجهود مستمرّة في جميع أنحاء العالم للبحث عنه". ويستخدم التنظيم تقنيات حديثة في عرض شرائطه التي يبثها على مواقع التواصل الاجتماعي، شبيهة بأشرطة "هوليوود"، إذ يستخدم موثرات صوتية ومرئية، ويُعدّها بطريقة مناسبة يتوجّه من خلالها إلى شباب بريطانيا والغرب ويحثّهم على الإنضمام إلى "داعش"، ويشرف أبو سمرة عليها مباشرة. وقال الأستاذ في معهد "بروكينغز" في الدوحة تشارلز ليستر لصحيفة " تايمز" البريطانية إنّه "لم تستطع أيّ من هذه المجموعات المتطرّفة أن تصل إلى التأثير الإلكتروني وتوفير عملية إعلامية متطوّرة مثل ما فعل تنظيم داعش، الذي يركّز كثيراً على تطبيقات العالم الافتراضي من خلال بث رسائله وأشرطته وصور مقاتليه وعملياته". وقال مدير "المركز الدّولي لدراسة التطّرف" بيتر نيومان إن نشر أشرطة فيديو للعمليّات الإرهابية المتنقلة التي يقوم بها التنظيم في سورية والعراق لها "تأثير فعال"، إذ "يبثّ نشرها الذعر في الناس"، مؤكّداً أنّ "عمليّة التواصل التي تأتي بعد عمليات التفجير والذبح والتي يعتمدها داعش عادة، تكاد تكون بنفس أهمية العمليات الإرهابية نفسها". وأضاف انّ "التنظيم نجح في نشر رسائله مع الناس باللّغة الإنكليزية بفضل مناصريه الموجودون في الغرب، الذين يبرعون باستخدام الإنترنت والبحث في مواقعه"، موضحاً أنّ "هؤلاء يشكّلون قوّة إعلامية موازية للقوة العسكرية". *إعداد: هبة الزيباوي