بدأت السلطة الفلسطينية أمس مشروعاً لتعريب يافطات وأسماء الطرق والمناطق في الضفة الغربية للمرة الاولى منذ عام 1967. وتحتوي اليافطات الجديدة على الاسماء العربية للشوراع والمدن والقرى والمخيمات وحتى الخرب الصغيرة، وتكتب باللغتين العربية والانكليزية. وكانت اسرائيل عملت عقب احتلالها الاراضي الفلسطينية عام 1967 على وضع يافطات طرق باللغات الثلاث العبرية والعربية والانكليزية. وحملت تلك اليافطات اسماء عبرية او كتبت اسماء المناطق العربية بلغة ركيكة اقرب الى اللفظ العبري منها الى العربي. وقال وزير المواصلات الدكتور سعيد الكرنز ل «الحياة» ان «المشروع يندرج في اطار مشاريع الحكومة الرامية الى ارساء اسس قيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس». واضاف ان اليافطات الجديدة التي بدأت في منطقة رام الله، العاصمة الادارية للسلطة، ستخلو من اسماء المستوطنات المنتشرة في مناطق الضفة «لان هذه المستوطنات غير شرعية في نظرنا وفي نظر العالم وفي نظر اللجنة الرباعية». وأكد الكرنز ان المشروع سينفذ في المرحلة الاولى في مناطق السلطة الفلسطينية المسماة «أ» و«ب»، ثم يصار بعد ذلك الى نقلها الى المناطق «ج» الخاضعة للسيطرة الامنية والمدنية الاسرائيلية. ويصنف اتفاق اوسلو الاراضي الفلسطينية الى ثلاثة اصناف: الاول يحمل اسم مناطق «أ»، وهي المناطق الخاضعة للسلطة الفلسطينية أمنيا ومدنيا، أما الثاني فيحمل اسم المنطقة «ب» وهي المنطقة الخاضعة أمنياً للسلطة الاسرائيلية ومدنياً للسلطة الفلسطينية، والثالث هو المنطقة «ج» وتشكل غالبية مساحة الضفة الغربية (اكثر من 60 في المئة) وتخضع للسيطرة الامنية والمدنية الاسرائيلية. واعلن رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور سلام فياض أخيراً ان حكومته شرعت في تنفيذ مشاريع في المنطقة «ج» بهدف كسر السيطرة الاسرائيلية عليها وتثبيت الحق الفلسطيني فيها. وقال ان الحكومة ستواصل تنفيذ مشاريع في تلك المناطق حتى لو تعرضت تلك المشاريع للهدم من السلطات الاسرائيلية. وكانت اسرائيل أعلنت اخيراً تغيير يافطات الطرق على نحو يعيد كتابة الاسماء العبرية للاماكن من شوارع ومدن وقرى، الامر الذي أثار اعتراضات جهات عربية ودولية عديدة. ويجري تنفيذ مشروع يافطات الطرق في الضفة بتمويل من مؤسسة «يو اس ايد» الحكومية الاميركية. وقال رئيس بعثة المؤسسة الدكتور هاورد سمكا ل «الحياة» ان «المشروع جزء من الدعم الاميركي لانشاء دولة فلسطينية مستقلة». واضاف ان المشروع الذي يتوقع ان يثير غضب اسرائيل «يحافظ على الاسماء العربية الاصلية للمناطق». وتابع: «المشروع جزء من مشروع اكبر يهدف الى دعم رؤية رئيس الحكومة الفلسطينية الدكتور سلام فياض»، في اشارة الى خطة فياض لاقامة مؤسسات الدولة الفلسطينية في غضون عامين. وقال ان المشروع جزء من مشروع اكبر تصل كلفته الى 20 مليون دولار ويجري تنفيذه على مدار ثلاث الى اربع سنوات في الاراضي الفلسطينية.