توقفت الحملات الانتخابية للأحزاب الكبيرة في باكستان، غداة إصابة المرشح عمران خان بجروح في الرأس والظهر والكتف اثر سقوطه امتاراً خلال تجمع لحزبه «حركة الانصاف» في لاهور (شرق)، ما استدعى نقله الى المستشفى، وادخاله الى وحدة العناية الفائقة قبل نقله الى غرفة خاصة. ولم ينظم «حزب الشعب» الذي يرأس الائتلاف المنتهية ولايته أي تجمع كبير، أما حزب «الرابطة الاسلامية» بزعامة رئيس الوزراء السابق نواز شريف والذي يرأس المعارضة فألغى لقاءات في معقله البنجاب، وامتنع عن اطلاق أي إعلان ضد «حركة الانصاف». كما حذت حذوهما «الحركة القومية المتحدة»، القوة السياسية الاولى في كراتشي (جنوب) مركز الثقل الاقتصادي للبلاد. لكن يتوقع تنظيم تجمعات اليوم، وهو الموعد الرسمي الأخير للحملة الانتخابية قبل الاقتراع المقرر السبت. ويرجح ان ينظم حزب خان تجمعاً من دون حضوره في العاصمة إسلام آباد. وفيما طالب الاطباء نجم الكريكت السابق البالغ 60 سنة والذي بات من الشخصيات المعارضة الرئيسية، بأخذ راحة لمدة اسبوع بعد سقوطه من منصة اعتلاها مع مرافقيه لإلقاء كلمة امام حشد من مؤيدي حزبه، اجرى خان من سريره في المستشفى مقابلة تلفزيونية ظهر فيها واضعاً طوق دعم حول رقبته، ودعا فيها السكان الى التصويت لحزبه في انتخابات السبت. وقال بصوت خافت: «فعلت كل ما في وسعي من اجل هذه البلاد. تذكروا انه في 11 ايار (مايو) عليكم الخروج من منازلكم والتصويت لحركة الانصاف بلا قلق. انتخبوا حركة الانصاف وافكارها فقط». ولا شك ان صور نقل «البطل» الوطني مدمى الوجه الى سيارته ولّدت مشاعر التأثر في باكستان، علماً انه اجتذب الحشود عبر البلاد في الشهور الأخيرة عبر دعوته الى انهاء احتكار «حزب الشعب» التابع لعائلة بوتو وحزب «الرابطة الاسلامية» بزعامة شريف لمقاعد البرلمان، والقضاء على الفساد. وكرر عدد من القنوات المحلية بث المقابلة في شكل متواصل، لكن مع توضيح انها «اعلان انتخابي مدفوع». ورأى مسؤول قناة باكستانية رفض كشف اسمه ان «الفيديو بات نعمة لأنه سمح لخان بجذب اصوات متعاطفة»، علماً انه انتخب نائباً مرة واحدة عام 2002، ثم قاطع الانتخابات الاخيرة عام 2008. وتمحورت الحملة الانتخابية خصوصاً حول تدهور الاقتصاد وازمة الطاقة الهائلة، وموقع البلاد حيال الاميركيين غير المحبوبين ومكافحة الفساد وضرورة تطوير الخدمات الاساسية في بلد يبلغ عدد سكانه 180 مليوناً 30 في المئة منهم من الفقراء. وأجرى عمران خان تجديداً عبر ادراج هذه الملفات في صلب حملته، خصوصاً مكافحة الفساد، فيما طرح شريف نفسه باعتباره رجل الدولة المتوافر والفاعل الذي شجع النمو الاقتصادي في التسعينات من القرن العشرين. ويؤيد خان وشريف فكرة التحاور مع حركة «طالبان باكستان» لمحاولة انهاء العنف، وانتقدا غارات الطائرات الأميركية بلا طيار التي تستهدف اسلاميين شمال غربي البلاد. لكنهما لم يحددا كيف سيتعاملان مع الأمر عملياً لإعادة السلام. على صعيد آخر، سقط قتيلان على الاقل وجرح 15 آخرون لدى تفجير انتحاري سيارة مفخخة قادها امام مركز للشرطة في منطقة بانو باقليم خيبر باختوخاوا (شمال غرب)، والذي انهار مع سبعة منازل. وقال عصمت خان، عضو فريق نزع الالغام في الشرطة إن «السيارة المفخخة احتوت 500 كيلوغرام من المتفجرات». كذلك قتل 9 مسلحين في عملية أمنية نفذتها قوات حكومية في منطقة أوركزاي العليا القبلية (شمال غرب). قلق روسي من أفغانستان أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، أن بلاده يجب أن تعزز قدراتها الدفاعية عند حدودها الجنوبية والعمل مع حلفائها في آسيا الوسطى لحماية نفسها من تهديد العنف المتطرف القبل من أفغانستان. وقال في اجتماع لمجلس الأمن الروسي إن «الولاياتالمتحدة وقوات الحلف الأطلسي (ناتو) لم تحقق تقدماً في حربها ضد الجماعات الإرهابية والمتشددة في أفغانستان، والتي زاد نشاطها في الفترة الأخيرة. على صعيد آخر، قتل 3 أشخاص وجرح 5 آخرون في انفجار عبوة ناسفة زرعت إلى جانب طريق لدى مرور سيارتهم في منطقة غيرشيك بولاية هلمند جنوبأفغانستان.