صادق مجلس «منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة» (فاو) أمس على استراتيجيتين جديدتين تستهدفان تعزيز شراكاتها مع هيئات المجتمع المدني والقطاع الخاص. وتعرض الاستراتيجيتان إطاراً لنشاطات «فاو» مع شركاء القطاع الخاص والمجتمع المدني، سعياً إلى تحقيق الأهداف الاستراتيجية للمنظمة واجتثاث الجوع والقضاء على انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية. وقال مديرها العام جوزيه غرازيانو دا سيلفا: «ذكرنا مراراً وتكراراً أن من الممكن إنهاء الجوع، فقط إذا تعاونّا في العمل سوياً، وتُشير الاستراتيجيتان الى أننا ملتزمون العمل مع الشركاء». وتعتبر منظمة «فاو» أن الشراكات المحسّنة والأوسع نطاقاً ضرورة لتحقيق أهدافها، لا سيما على ضوء تأكيدها الجديد على اللامركزية. وسبق أن أكد دا سيلفا في مناسبات كثيرة أن «القضاء على الجوع لا يمكن إنجازه على يد منظمة بمفردها»، إذ إن التعاون او الدعم من جانب الأطراف الأخرى يعدّ حاسماً. وتتيح الموافقة على الاستراتيجيتين ل «فاو» أن تُقوّم الشراكات الأفضل مع أطراف المجتمع المدني والقطاع الخاص. وتكمن إحدى المهمات الرئيسة الماثلة أمام المنظمة في تحديد الأطراف الرئيسة المعنية بشؤون الأمن الغذائي، من المجتمع المدني والقطاع الخاص وتعبئة مشاركتها على المستويات الوطنية دعماً لجهود المنظمة. وتحدّد الاستراتيجيتان ستة مجالات رئيسة للعمل المشترك هي: حوار السياسات والعمل المعياري والبرامج التقنية والميدانية والإعلام التعريفي والاتصال والاستخدام المشترك للموارد وتعبئتها والتشارُك في المعلومات، إلى جانب تعريف مستويين رئيسين للتفاعل هما العالمي واللامركزي. وتأتي الاستراتيجيتان الجديدتان ثمرة مشاورات ممتدة مع البلدان الأعضاء، وأصحاب الحصص الرئيسيين من الأطراف الخارجية، وكوادر «فاو» من الخبراء، في المقر الرئيس والميدان. وتطلَّب هذا السياق اجتماعات استشارية، ومناقشات ثنائية، وجلسات غير رسمية لمناقشة نصوص الاستراتيجيتين على نحو ينعكس في الوثائق النهائية التي حظيت بالمصادقة. ويتضمن الإطار الاستراتيجي المُراجع للعقد المقبل خمسة أهداف تضم المساهمة في اجتثاث الجوع وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، وزيادة السلع والخدمات المتاحة لقطاعات الزراعة والغابات والثروة السمكية على نحو مستدام وتحسينها، وخفض مستويات الفقر في الريف، وتوافر نظم زراعية وغذائية أعلى كفاءة وأكثر شمولية محلياً وإقليمياً ودولياً، وزيادة مرونة سُبل المعيشة في مواجهة التهديدات والأزمات.