يجذب «بيت السدو» في العاصمة الكويتية آلاف السياح سنوياً، نظراً إلى تصميمه المستوحى من الطراز الكويتي القديم المتأثر بالعمارة الإسلامية والهندية، فضلاً عن اعتنائه بنسج الصوف وحياكته وصناعة الخيام وبيوت الشعر، وهي الصنعة التي ظهرت في شبه الجزيرة العربية قبل آلاف السنين. يلاحظ زائر «بيت السدو»، المبني من الطين عام 1936، أن أهمية المكان مستمدة مما يمثله كمعلم تراثي كويتي أعيد إلى الحياة مرة أخرى عام 1979، على يد مجموعة من السيدات الكويتيات، خوفاً منهن على انقراض حرفة النسيج اليدوي. وكان يوسف المرزوق أول من اشتراه وأعاد بناءه ليصبح أول بيت من الإسمنت المسلح في الكويت. وعام 1938 بيع البيت إلى شرين بهبهاني الذي أدخل عليه بعض التعديلات، قبل أن تستملكه دولة الكويت خلال الستينات من القرن العشرين، في إطار الحفاظ على بعض المباني القديمة في البلاد. وخلال الغزو العراقي عام 1990، دخل البيت جنود عراقيون فدمروه وعاثوا فيه فساداً. وبقي على حاله هذه حتى عام 2004 عندما أعاد «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب» ترميمه، بالتعاون مع الرئيسة الفخرية ل «جمعية السدو التعاونية الحرفية» الشيخة ألطاف سالم العلي الصباح، ليعاد افتتاحه في حلة جديدة عام 2006. يتميز البيت بمساحته الكبيرة، إذ يتكون من أربع ساحات، هي: حوش الديوانية، حوش الضيوف، حوش المطبخ وحوش الحريم. ويستضيف البيت، بين حين وآخر، معارض فنية تراثية، حفاظاً على تراث الحياكة والنسيج التقليدي في الكويت وتوثيقه للأجيال المقبلة، وتعزيز تقاليد العمل اليدوي، فضلاً عن برامج تعليمية خاصة بالنسيج والصباغة والحياكة التقليدية والحديثة والتصميم الفني، وتجهيز أرشيف خاص بالتصاميم والنقوش التقليدية للباحثين والفنانين. كما يحتوي البيت على دكان يعرض نماذج مختلفة من الهدايا التذكارية والحرف اليدوية التقليدية، يعود ريعها إلى الحرفيين المساهمين في التعاونية الحرفية. وتخصص غرفة لعرض منتجات الملابس التي يصنعها الرجال، مثل العباءة الرسمية للرجال والبشت. وتضم مكتبة البيت أرشيفاً لكتب مختصة في الحياكة والنسيج، إضافة إلى بيانات رقمية عن أهم العناصر والرموز الفنية التقليدية، مفتوحة كلها للباحثين والمهتمين بالتراث الشعبي والمنسوجات التقليدية في الكويت والخليج.