ارتسمت أحلام كثيرة أمام خلداء عواد الشمري، ما إن تلقت نبأ تعيينها معلمة، فحيناً ترى نفسها «مربية أجيال» وحولها طالباتها، وحيناً «أماً» لأولاد في منزل بنته من عرق جبينها. وتواصلت أحلامها حينما تزوجت ورزقت بطفلة جميلة، وسارت حياتها «وردية» كما رسمتها، قبل أن تتحول أحلامها إلى «كابوس أسود». بعد أن تعرضت إلى حادثة مرورية، تسببت لها بكسور في كلٍّ من الترقوة، والفقرة القطنية الأولى، والصدرية ال12، والفخذ الأيمن، نتج منها إصابة في الحبل الشوكي. كما تعرضت إلى «شلل نصفي»، لتصبح «حبيسة كرسي متحرك». ويقول أحمد، شقيق خلداء: «مضى على إصابة أختي ذات ال34 سنة، سنة و6 أشهر. وكان وقعها صادماً لنا، قبل أن نجد أنه يمكن علاجها في جمهورية التشيخ، إذ عولجت حالات مماثلة، عادت إلى ممارسة حياتها»، مضيفاً: «راسلنا المستشفى وأبلغونا بإمكان علاجها، غير أن الكلفة المالية مرتفعة جداً». وقامت أسرة خلداء بجمع مبلغ عبر أخذ قروض شخصية، «لكنها لم تستطع توفير سوى مدة ثلاثة أشهر فيما كان الأطباء حددوا مدة 6 أشهر أخرى للعلاج، كحد أدنى. وتقدمت خلداء بإجازة طبية لسنتين، إذ إن النظام يجيز لها أخذ إجازة لهذه المدة وبعدها يُنظر في حالها، فقد تُحوّل إلى «موظفة إدارية»، أو تُحال إلى التقاعد بسبب «العجز الصحي»، ما يهدم كل الأحلام الجميلة التي بنتها لحياتها. وتقول ابنتها ريما الشمري (6 أعوام): «في كل صباح؛ أدعو الله أن يشفي والدتي. فكم يؤلمني رؤية قريباتي صباح كل يوم، وكل واحدة منهن تقوم أمها بتجهيز ملابسها وتسريحتها وحقيبتها الدراسية فيما أرى أمي تتنقل بكرسيها المتحرك ولا تستطيع خدمة نفسها». وتضيف ريما، وهي تغالب آهاتها: «كل أحلامي أن أفتح عيني صباحاً على وجه والدتي، وهي توقظني وتجهزني للمدرسة، وتقف بجواري، وتزورني في مدرستي، فهل سأفرح يوماً بهذا الحلم، وهل سيحققه لي أحد؟». وتغالب دموعها وهي تقول: «أعدكم أن أدعو لكم، فقط ساعدوا ماما، أرجوكم». ويعاود أحمد الحديث قائلاً: «إن كلفة العلاج ل6 أشهر تبلغ 220 ألف ريال، تشمل العلاج مع الإقامة لمدة 180 يوماً، إضافة إلى تذاكر الطيران والنقل من وإلى المطار، ووالدتي لا يهنأ لها نوم، وهي تشاهد ابنتها وحفيدتها، تتجرعان الغصات يومياً. وكلنا أمل أن يتكفل محسنون بالعلاج، لإعادة الحياة لأسرة خلداء، حيث تعيش أسرتنا تشتتاً فقد صرنا بين مطرقة الدَّيْن وسندان الألم لحال أختنا».