حصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على ضمانات عراقية بحماية اللاجئين الفلسطينيين، وذلك خلال زيارة رسمية خاطفة لبغداد هي الأولى من نوعها لمسؤول فلسطيني رفيع المستوى منذ سقوط النظام العراقي عام 2003. وبحث في «المساعدة في اعمار قطاع غزة وأوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق» مع كبار المسؤولين العراقيين، وفي مقدمهم رئيس الجمهورية جلال طالباني ونائبيه عادل عبدالمهدي وطارق الهاشمي ورئيس الحكومة نوري المالكي. وشكر عباس «الحكومة العراقية لقلقها على الفلسطينيين الذين يعيشون في العراق»، مشيراً الى أن المسؤولين أبلغوه أنهم يعتبرون اللاجئين «جزءاً من الشعب العراقي، فلذا نعتبر أنهم في أيد أمينة». وكان طالباني وصل الى بغداد أمس قادماً من محافظة السليمانية لاستقبال الرئيس الفلسطيني. وقال مصدر في ديوان رئاسة الجمهورية ل «الحياة» إن زيارة عباس تأتي في اطار تمتين العلاقات الثنائية والبحث في كل ما يمكن أن يقدمه العراق إلى الشعب الفلسطيني ولا سيما المشاركة في اعادة اعمار غزة». ولفت الى أن «الزيارة كانت مقررة قبل القمة العربية الأخيرة، إلا أنها أرجئت بسبب انشغال الجانبين في التحضير لمؤتمر القمة». وأضاف أن «طالباني رحب بالرئيس الفلسطيني وأعرب عن سعادته بهذه الزيارة التي اعتبرها مكملة لمرحلة الانفتاح العربي على العراق، مؤكداً له حرص بغداد على دعم حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية». وشدد الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ على تحسن أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في العراق، وقال إن الحكومة تعاملت مع هذا الموضوع «وهم يعيشون حياة طبيعية مع العراقيين». يذكر أن العراق تبرّع بخمسة ملايين دولار للمساهمة في اعادة اعمار غزة، فضلاً عن معونات عينية قدمت للشعب الفلسطيني عبر رحلات جوية وبرية متعددة. كما تعهد رئيس الوزراء نوري المالكي أثناء القمة العربية الأخيرة التي استضافتها دولة قطر، دعم العراق للفلسطينيين والمشاركة في إعادة اعمار القطاع المدمّر. وقال إن «الحكومة العراقية، وعلى رغم الصعوبات الاقتصادية التي يمرّ بها العراق، مستعدة للمساهمة في إعادة بناء واعمار مدينة غزة كجزء من الواجب من أبناء الشعب العراقي تجاه أشقائه الفلسطينيين». يشار الى أن منظمة العفو الدولية انتقدت ما سمته «سوء المعاملة الفاضحة» التي يتعرض إليها آلاف اللاجئين الفلسطينيين في العراق ووجهت نداء لحمايتهم. وأفادت في تقرير لها أن «عدداً كبيراً جداً من اللاجئين الفلسطينيين في العراق قُتلوا» منذ الغزو الأميركي عام 2003. وأوضحت المنظمة أنه «فور سقوط بغداد في نيسان (ابريل) عام 2003، تحوّل الفلسطينيون الى هدف لكل أنواع سوء المعاملة والترهيب والتهديدات بالموت والخطف من جانب الميليشيات» التي تعبر عن غيظها «للمعاملة المميزة» التي حصل عليها الفلسطينيون ابان حكم الرئيس السابق صدام حسين. ووجهت منظمة العفو نداءً الى الحكومة العراقية وقوات «التحالف» لحماية هؤلاء الفلسطينيين «الذين يعيشون في وضع بالغ الهشاشة»، والى سورية والأردن المجاورين لاستقبال اللاجئين الفارين من عمليات الاضطهاد والى المجموعة الدولية، ولا سيما الولاياتالمتحدة وبريطانيا، لتقديم مساعدة «فاعلة» لإعادة اسكان هؤلاء اللاجئين. وقدرت المفوضية العليا للاجئين عدد الفلسطينيين في العراق بحوالي 34 ألفاً في أيار (مايو) عام 2006 لكن عددهم لم يعد يتخطى 15 ألفاً في العراق ويعيش معظمهم في بغداد والموصل (شمال) والبصرة (جنوب). ويقيم أكثر من 2100 فلسطيني من العراق في معسكرات مرتجلة قرب الحدود بين سورية والعراق. وكان عباس أرسل في شباط (فبراير) عام 2007 موفداً الى بغداد بعدما ندد ب «الجرائم» التي يتعرض إليها اللاجئون الفلسطينيون في العراق حيث قتل وفقد مئات الفلسطينيين منذ سقوط صدام حسين، بحسب أرقام رسمية فلسطينية.