على رغم أنها تحتل المرتبة ال15 في قائمة عمليات زرع قصبة هوائية مُركّبة في المختبر من خلايا المنشأ، فإن الطفلة الكورية الجنوبية ذات السنتين، هي الأصغر في تلقي هذا النوع من العمليات الحسّاسة. وُلِدَت هانا وارِن وهي تعاني من عيب خَلْقِي يتمثّل في غياب القسم الأعلى من القصبة الهوائية، تحديداً الجزء الذي يصلها بالحنجرة والبلعوم. وبسبب هذا الخلل النادر الذي يعانيه 1 من بين 50 ألف طفل، ولم تكن وارِن تستطيع التنفّس ولا الثغاء ولا البلع، وظلّت قيد العناية الصحيّة في مستشفى بسيول، استطاع الحفاظ على حياتها عبر أنابيب للتنفس والتغذية. وبأمل متعثّر، تابعت أسرة وارِن عمليات زرع قصبة هوائية مصنوعة من خلايا المنشأ، على يد الطبيب باولو ماشيريني في مستشفى «معهد كارولينسكا» في السويد. ولم يكن للأسرة ما يكفي من مال لنقل الطفلة الى ذلك المستشفى. وتعرّف والد وارِن، على جرّاح الأطفال مارك هولتر مان، أثناء زيارة الأخير لسيول. وبفضل الشبكات الرقمية، استطاع ماشيريني قيادة عملية زرع قصبة هوائية صنعت من خلايا منشأ مستخرجة من النخاع العظمي للطفلة، في مستشفى ترعاه الكنيسة الكاثوليكية في شيكاغو. ونجحت عملية الزرع في 9 نيسان (إبريل) الفائت. وبالأمس، تمكّنت الطفلة وارِن من التنفس من دون مساعدة أنبوب للهواء، لكنّ جهازاً خارجياً للتنفسّ ما زال يساعدها. ويتوقع الأطباء أن تتمكن الطفلة التي تبلغ الثالثة في آب (أغسطس) المقبل، من التنفّس باستقلالية في غضون بضعة أيام.